ابن مرفوض.. الكاتبة ليلى الزاهر
5/05/2017
ليلى الزاهر 

بعض الآباء يشكلون مؤسسة تعليمية كبرى في حياة أبنائهم والبعض منهم يشكل أذرع خانقة ومرافقته تتصف في أغلب أحوالها بالعسكرية في قوانينها الصارمة. 

بينما يعطي البعض من الآباء ابنه جناحين من شمع ويطلب منه التحليق فوق الشمس المحرقة . وبين هذا وذاك من يفتقد أدوات التقييم السليمة في التربية وتنقصه الملاحظة الثاقبة فيخرج تقييمه غير عادل .
لقد علم نبي الله نوح عليه السلام بنهاية ابنه المشرك إلا أن بصيص الأمل ظل يراوده، يتصدره الإيمان بالله تعالى لذلك ظل مستمرا في دعوة ابنه لآخر لحظات حياته وحتى قبل الغرق وركوب السفينة .
قال الله تعالى : ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ) هود ( ٤٢)
لذلك قد يفقد البعض الأمل في إصلاح ابنه و ينعته بالخيط المقطوع بينما لايعلم أن هذا الابن قد يكون له شأنا عظيما غدًا ويكون عصاه التي يتكئ عليها يقول الشاعر :
لاتزدرن صغارا في ملاعبهم
فجائز أن يُروا سادات أقوام
فكم من دموع ارتحلت وآلام شُفيت بفعل الأبناء الغير متوقع منهم كل صنيع حسن . فبادر من الآن كي تجعل ابنك نبراسا يضيء حياتك واجعله أملك المرتقب ودواءك السحري واكتشف خبايا نفسه حتى لاتندب أياما مضت وتطفئ مصابيح بيتك.
وكما أن الابن الصالح مسرّة لوالديه فكذلك الابن (الشرير) بتعهده بالرعاية والصلاح يشبّ مُبرأ من كل عيب مع توالي الأيام وتعاقب الأحداث وربما هي مسألة وقت فقط .
ورد في المثل الإنكليزي :
(من عاش بلا أولاد لم يعرف الهم ، ومن مات بلا أولاد لم يعرف السرور)

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى