عندما زارني ابليس ..؟؟
11/05/2017
سعيد الميداني

زارني ذات صباح ابليس لعنة الله عليه وأنا مابين مستيقظ ونعسان كأنه استغل هذه اللحظة بالذات ليعبث بضميري الكسول الذي للتو يستنشق هواء الصحوة ففي البداية عبست بوجهه وتعوّذت منه غير أنه استعرض فنونه البهلوانية وحيله المعتادة فعاود العبث فأرغمني بعد جهد على الاصغاء فما كان من خاصرة وعيي الا أن تتمايل مع ثعبانه السام فاذعنت فعرض عليّ صفقة مغرية ومشروع شيطاني مربح لا أخفيكم أنه أقنعني في البداية لكني خفت وتراجعت فما زال الوقت مبكراً على الانزلاق سرعان ما التف ولفّ حباله على رقبتي وزيّن عرضه ببعض المقبلات الشهية ورمقني بابتسامة صفراء كلها بشاعة وكأنه يحاول أن يحتزّ عقلي من جمجمتي فبادلته بابتسامة خائفة وأنا ارتعش كالعبد الفقير بين يديه المغلولتين !

 لا أطيل عليكم بدأ يجهّز أصفاد الاتفاقية ويقرأ عليّ شروطها الطويلة التي تخدم مشروعه التخريبي طبعاً وأنا متسمّر كالأبله أوافق عليها واحداً بعد الآخر ولمّا اقتربنا من الشرط الآخير يبدوا أن ضميري بدأ يصحو من غفوته وبدأت سكرة الغواية تذهب منه فعندها انتصبت واقفاً وصرخت بشدة أنا غير موافق فالعرض زهيد جداً وعليك أن ترفع سعره أكثر فكشّر بوجهي هو أيضا وقال لي أنت واحد طمّاع وجشع وجاي تتشيطن عليّ فقلت له ومنكم نستفيد وأنا واحد من حقّي البحث عن مصلحتي وضمان مستقبلي !
في هذا الأثناء انقلبت عيناه للون الأحمر وانبعثت من خرطوم أنفه حرارة ساخنة ممزوجة برائحة بشعة ثم اختفى فجأة من أمام عيني ! 

انتظرته أن يعود وانتظرت وانتظرت ولكنه لم يعد وأنا في الوقت نفسه جالس أفكر بما قلته لأبليس وعرفت إنني فعلاً كنت طماعاً فتمنيت أن يعود بسرعة لأخبره بعدولي عن قراري وموافقتي على كل شروطه بدون شروط لكنه تأخر ولم يرجع ويبدوا أنه عثر على ضحية أخرى غيري !
لا أخفي عليكم وقتها كيف كانت مشاعري لكنني على الأرجح كنت سعيداً بهذه النهاية وان اختلافي معه كان صلاحاً وخيراً لي أنّه ذلف عن وجهي بلا رجعة ، فكم هو جميل أن نختلف مع شيطان ذواتنا وكم هو أجمل أن يكون عقلنا هو من يدير لعبة صراعاتنا مع نزوات الدنيا وأن تكون الغلبة في النهاية دائماً للخير والفضيلة ..؟؟

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى