من رحم الأزمات
12/05/2017

يعتقد البعض أن الفرص الإستثمارية والمشاريع الناجحة ذات الأفكار الرائدة تصنع في زمن إستقرار الإقتصاد المحلي للدول أو على أقل تقدير تتمتع تلك الدول بمخاطر إقتصادية منخفضة إلى حد ما يحضى ذلك بالقبول  وذا جدوى إقتصادية مشجعة حيث أن من أهم أساسيات نجاح المشاريع الإقتصادية توفر البيئة الإقتصادية ذات المحافزات الأقوى والأكثر تشجيعا للنمو لاحتضان تلك المشاريع .إلى أن ذلك أيضا يسلب أروع فصول النجاح الإقتصادي على الإطلاق فعندما يكون الإقتصاد تحت وطأة عدم الإستقرار ويعاني سلسلة الأزمات اللامنتهية فهو يوفر في الوقت نفسه أندر الفرص الإستثمارية فعادة في ظل الأزمات الإقتصادية وتهاوي المنشئات التجارية تخلق الفرص حيث أن ذلك هو مدعاة للتفكير والعصف الذهني لإطلاق المبادرات للبحث عن مخرج للأزمة والنهوض مجددا بالإقتصاد نحو الثبات بدلا من التذبذب بين نقطة وأخرى صناعة المبادرات الناجحة تولد  من بين أنقاض الإقتصاد المتهاوي وليس في ذلك المتمتع بالثبات والذي ركن صناع القرار فيه إلى الركود بل وحد الإكتفاء أيما دولة اكتفت بمقدراتها حتما دون شك يوما ما ستصارع من أجل التغيير اصبح في عرف الناجحين أن الأزمات بيئة خصبة ومنصة لإطلاق المبادرات الناجحة في سبيل تحقيق الإستثمار الأمثل للموارد وتوظيفها ليس وفق الإحتياجات ولكن نحو تحقيق أعلى درجات  الإكتفاء. في حقبة الثمانينات بدأت صناعة التجربة الماليزية في ظل أزمة إقتصادية ساحقة لسنين خلت قبل أن يبدأ مهاتير محمد في تحقيق أهم مكتسبات المبادرات الناجحة في التوظيف الأمثل للموارد البشرية والطبيعية محققا بذلك شعار آسيا الحقيقية بحلول   التسعينات الميلادية وهو ما جعل ماليزيا تقف في مصاف الدول الصناعية تجربة أخرى تعد هي الأحدث بين إقتصاديات الدول شقت طريقها في هضبة الأناضول التركية وهي تسرد قصة نجاح أخرى من المبادرات أطلقتها الحكومة التركية لتوجد لنفسها مقعدا في مصاف الدول الأقتصادية والصناعية  الأكثر نموا. التسليم للكارثة والانجراف مع تيار الأزمة دون مبادرة للتحرك كفيل بأن يسوق المركب نحو الغرق أو إلى نقطة مالا نهاية  .


خاتمة :

إِذَا   طَمَحَتْ   لِلْحَيَاةِ    النُّفُوسُ   

فَلا  بُدَّ  أَنْ  يَسْتَجِيبَ  الْقَـدَرْ


بقلم :

عوض آل خضر 

المدير العام للمكتب التنفيذي لتطوير الأعمال 
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى