سوبر ناني :ارتداء الملابس
19/05/2017

يتوقع كثير من الآباء و الأمهات اندلاع معارك حول عملية ارتداء الملابس حالما يكبر الصغير قليلا و قد رأيت عائلات يستغرق فيها ارتداء الملابس اليوم بأكمله و حقيقة عدم الرغبة في ارتداء الملابس ليس هو الهدف الرئيسي بالنسبة إلى الطفل للدخول في مثل هذا الصراع 

فارتداء الملابس ليس أكثر من تحد لأثبات استقلاليته إنه يريد أ يرتدي ملابسه بنفسه و يريد اختيار ما يرتدي بنفسه أما إذا كنت تواجهين معه المشكلة نفسها على أكثرمن صعيد حيث يرفض ارتداء ملابسه يرفض تناول طعامه يرفض الاغتسال أو حتى اللعب بهدوء فإن الأمر في هذه الحالة يتعدى الرغبة في إثبات الاستقلالية ليصبح مسألة قدرة على فرض السيطرة و تولي زمام الأمور بيده

أغلب الآباء و الأمهات يبادرون إلى حل مشكلة ارتداء الملابس بعرض عدة خيارات على الطفل فطفلتك البالغة من العمر 3 أعوام لا تمكنك من ارتدائها السروال فتتصورين خطأ أنها ربما ترغب بارتداء الفستان لكنها ترفض فتعتقدين أنها ربما ترفض هذا الفستان بالذات فتستبدلينه بآخر لكنها لا تزال تصر على الرفض حتى تعودي إلى الخيار الأول أي السروال وهي لا تزال تسرح و تمرح هنا وهناك بدون أن ترتدي شيئا

في هذه الحالة سواء أكان لطفلتك رأي فيما تريد ارتداءه أم لا فإن ردة فعلك لرفضها بطرح خيارات بديلة عليها هي إشارات تدل على أنك يئست منها و أنها هي الرابحة في هذه المعركة فهي غير مكترثة بتاتا بالملابس التي سترتديها إنها فقط تريد فرض رأيها و سلطتها عليك

وهناك آباء و أمهات تختلف ردود أفعالهم عن تلك حيث يستجيبون للموقف نفسه بتلبيس الطفل عنوة كما لو أنه لا يزال رضيعا لا يستطيع إدخال ذراعه في كم قميصه و إذا ما استمريت على المنوال نفسه فستجدين نفسك في مواجهة قصور في نمو طفلك الجسدي فالأطفال ليسوا رضعا لا حول لهم ولا قوة فهم يستطيعون الرفس و التلوي و الركض وهو ما سيفعله الطفل بكل تأكيد إذا ما حاولت إجباره على ارتداء ملابسه عنوة

ارتداء الملابس غالبا ما يصبح مشكلة لأنه يتم دائما على عجلة بالنسبة إلى الأم أن يرتدي الطفل ملابسه أمر لا بد أن يحدث في كل الأحوال و بسرعة بسرعة - قبل فوات الأوان - الذهاب للتسوق إحضار أشقائه الكبار من المدرسة تحضيره استعدادا للنوم فعيناك دائما على الساعة تريدين انجاز الأشياء في أسرع وقت ممكن 

حل هذه المشكلة يكمن في استخدام مزيج من الأساليب و الطرق معا

أولها أن تكوني واضحة بشأن ما تودين أن يرتدي طفلك و لا تفسحي له مجالا للخيارات الكثيرة
ثانيا أن تشركيه فيما تفعلين و تشجعيه على ارتداء ملابسه بنفسه
ثالثا أن تدعمي صراعك مع الطفل بأن تصبحي مسيطرة بحزم عليه

ماذا سنرتدي اليوم ؟


ماذا سنرتدي اليوم ؟ هذا السؤال لايجب أن توجهيه إلى الطفل بتاتا إنك تتصورين حين تسألينه هذا السؤال أنك تكونين طيبة معه بدعوته للإدلاء برأيه فيما يلبس أو أنك بذلك تتجنبين الدخول معه في صراع حينما تفسحين له مجالا للاختيار إلا أن الحال ليست كذلك بالنسبة إلى طفلك
أ - لأنه سيعتبر توجيهك مثل هذا السؤال هو تأكيد لجهلك الاختيار المناسب لما يجب أن يرتديه و إلا فلم تسألينه إذا ؟
ب - إن ارتدأء الملابس مسألة اختيارية

كل هذه الخيارات بالنسبة إلى الطفل تعكس عدم ثقتك باختياراتك و بأنك لست المسؤولة هنا وهذا يعني أن يتولى هو إدارة الأمور وهو ما سيفعله
إذا ما تركت مجال الاختيار مفتوح بالكامل للطفل الكبير نسبيا الذي قد يمتلك رأيا فيما يحب أن يلبس و لكنه لا يحسن الاختيار الصحيح بعد فلا تتفاجئي أن اختار قطعة صيفية لارتدائها في منتصف فصل الشتاء في هذه الحالة من الأفضل لك أن تجعليه يختار بين قطعتين أو ثلاث تتناسب مع الجو في الخارج بدلا من أن يختار ما يشاء من دولابه

أو الخيار الآخر هو أن تتجنبي هذا الأشكال بفرز ملابس الشتاء عن الصيف كما تفعلين لملابسك تماما لكن يجب الأصغاء إلى طفلك إذا ما تكرر رفضه لارتداء قطعة معينه من ملابسه لأنها لا تريحه إذا ما قال أنها ضيقة جدا على سبيل المثال أو اشتكى من ملمسها فبعض الأطفال يتضايقون من ملامسة الصوف لأجسادهم لأنهم يشعرون بوخزها

هناك أيضا طريقة أخرة ممكن أن تخفف من التوتر المصاحب لعملية ارتداء الملابس و هي أن تقومي باختيار ملابس الطفل في المساء واخبريه أنه سيرتدي هذه الملابس في الغد لزيارة أحد الأصدقاء فلن تشكل الملابس في هذه الحالة قضية لأنها ستكون جزءا من القيام بنشاط آخر يتطلع إليه


تشجيع طفلك على ارتداء ملابسه

إذا تطلعت إلى عملية ارتداء الملابس ككل من وجهة نطر الطفل فستجدين أنها عملية مخيفة بعض الشيء أن يقوم شخص آخر بتلبيسك ملابسك ففي لحظة هناك من يدفع بذراعيك داخل كمي القميص ثم توضع رجلاك بالقوة داخل الجوربين الطويلين ومن ثم بدون ان تلتقطي أنفاسك يتم إدخال الجيبة على رأسك فلا ترين أو تتنفسين حتى كما يجب إذا ما جعلت الطفل يرتدي ملابسه على عجلة فإنك لن تكوني لطيفة معه كما يجب أو تعطي نفسك مجالا لتهيئته لما ستقومين به

أنت نفسك لن يعجبك الأمر إذا ما ألقى شخص يبلغ حجمه ضعفي حجمك الملابس فوق رأسك من دون سابق إنذار أو قام بسحب سحاب الملابس لدرجة قد تجرحك
إنك تستطيعين تشجيع طفلك على ارتداء ملابسه بنفسه حتى لو كان صغير السن أو هناك خطوة أخرى تستطيعين اتخاذها وهي إشراك الطفل فيما تفعلين كيلا يشعر أنه مجبر على القيام بذلك عنوة

استمري دائما في التحدث إليه و أخبريه بما تفعلين الآن و ماذا ستفعلين في الثانية القادمة كيلا يشعر بالضجر
مثال : هيا لترتدي الآن قميصك هل تستطيع وضع ذراعيك في كم القميص ؟ هذا إضافة إلى المكافآت التشجيعية التي ستكون سببا في تيسير العملية بأكملها

الخطوة الثانية التي قد تساهم في تسهيل العملية على الطفل أن تقومي باختيار ملابس لا تحتوي على أزرار حتى يسهل عليه تعلم ارتداء ملابسه بنفسه ربما سيكون من الصعب عليه أن يقوم بربط خيوط حذائه أو تبكيل أزرار قميصه بالكامل إلا أنه يستطيع سحب سحاب أو جذب حزام

هناك حبل آخر تستطيعين اللعب عليه لتشجيع طفلك على ارتداء ملابسه و هو شراء العرائس التي تستطيعين إلباسها أو نزع ملابسها عنها أو أن تشتري له أحد الألعاب التعليمية التي تفي بتعليم الطفل المهارات الأساسية لارتداء الملابس كربط الأزرار أو خيوط الحذاء

هناك أمر هام لا يجب أن تغفليه عملية ارتداء الملابس محبطة بالنسبة إلى الطفل هذا الأحباط قد يتحول في غمضة عين إلى نوبة غضب فلا تعرضي الطفل لهذا الموقف
لا تقرري فجأة أن طفلك أصبح قادرا على ارتداء ملابسه فتتركيه يفعل ذلك منفردا لتقومي أنت بالتعديل عليه إذا ما أخطأ يجب أن تريه كيف يقوم بذلك و تشركيه في الأمر
قومي بتلبيسه فردة حذائه و اطلبي منه بعد ذلك أن يرتدي الفردة الأخرى بمفرده و اشرحي له كيف يفعل ذلك
مثال : قم بإدخال الخيط عبر الثقب نعم هكذا ! والآن اسحبه




 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى