هاني آل ربيع..الصديق..الأخ..القريب..الفقيد
23/05/2017
أحمد حسن الجشي 

لا أعلم ما الذي دفعني للكاتبة فلم أجد نفسي إلا مفكرا ماذا أكتب وفيما ساتحدث أو اروي .. إن الكلمات وكل ما ساذكره وسيذكروه ما هو إلا جزء من فيض كبير سيرويه الجميع و سيخطه الأدباء

الأخ والصديق

تعرفت على الأستاذ هاني آل ربيع في بداية مشواري كإعلامي متطفل في نادي الترجي سابقا حيث كان هو واغلب جيله على وشك الاعتزال عدا عيسى جعفر والذي سجل حاله خاصة وقتها وفي تاريخ الترجي . بدا التعارف حيث كان الأحترام والصداقة بيننا دون النظر منه للفارق العمري
كنت اكتب الأخبار عنهم وابحث فيما استطيع عمله نحو ايجاد اعلام مميز للنادي الترجي وهو كان منفتح معي يتبادل أطراف الأحاديث والاسرار وفوق كل هذا .. يستمع ... ينصت ويرد ... اي نعم في بعض الأحيان كان شرسا ولكن كان ابيض القلب فلم أشهد منه يوما ان كاد اداة هدم في النادي وحتى ان كان خارج منظومة العمل ومختلفا في الراي مع نوعية العمل .. فلا يتحدث الا للمقربين عن رايه دون ان يثير راي عام او مجموعات ضد ادارة او اشخاص ... وهنا ولله الحمد كنت قد ارتقيت معه في مرحلة حتى بات أخا لي كما هو للكثيرين
بعد تركه للنادي كمدرب و لاعب ظل التواصل والعشق الذي جمعنا في نادي الترجي مستمرا وكنا على تواصل دائم بل كان له دور لا يعلمه الكثيرين في ان اقود مجموعة من طلاب مدرسة دار الحكمة الثانوية وان اقدم مع طلابها عرضيين مسرحيين كمخرج و مخرج وممثل في اخر وعرض ثالث لم اكمله معهم بسبب ظروف والدتي الصحية رحمها الله .. في هذه التجارب لم يكن اسم ابو هادي إلا مشاركا وفعالا في العروض فبمجرد ان اطلب من أحد طلابه تقليده على الخشبة كان جل الطلاب يتهافتون تحية وابتسامة اليه .


القريب و الفقيد

شائت الأقدار ان يكون بيننا صلة رحم وقرابة حيث كان ابا هادي أول شخص اتحدث معه في رغبتي للتقدم لخطبة زوجتي الغالية أم حسن ( بنت اخيه ) .. كنت احدثه عن بعض الأمور التي ارغب في ان اعرفها عن من اريد التقدم لها دون ان يكون هنالك احراج في التقدم الرسمي لاحقا .. كان سعيدا وقتها وكنت اشعر بابتسامته دون ان اراها فقد كان في اجازة خارج البلاد .. حيث اجرى اتصالا مع ام حسن والتي رفضت ان تجيب عن الاسئلة إلا بعد معرفة من هو الشخص المتقدم لها .. 

وهو كان امينا فلم يخبرها حسب اتفاقنا إلا انه اصر وقتها بان توافق هي دون تردد
مضت الأمور وتقدمت الى خطبتها وتم الزواج وكان شخصا مساندا لي في الكثير من الأمور التي لا يتسع المجال لذكرها إلا انه كان العلامة الأبرز في اللقاءات العائلية والاجتماعية حيث انه كان نقطة الارتكاز وعمود الخيمة في جل هذه الإجتماعات  في يوم الجمعة 23/8/1438 هـ اجتمعنا كعادتنا وكنا نحضر متاخرين في تمام الواحدة والنصف أو الثانية ظهرا حيث كان يعاتبنا الحضور للاجتماع وليس للغذاء فقط بينما هو يتواجد من العاشرة صباحا او الحادية عشر معدا الى جميع الأمور المتعلقة بالتجمع من طعام وترتيب للمكان وكل ما يخطر على البال ويعاونه بعض الأحيان عدد من الاشخاص
حضرت فسالت اين ابا هادي .. فقد عاد لمنزله مغستلا غسل الوداع وحضر وجلس بضع ثوان حتى صرخ الجميع ابا هادي ... تم نقله للمشفى محاولين ان يمن الله علينا بايام جديدة نعيشها معه حتى نزلت الصاعقة .. لا لقاء معه من جديد في هذه الدنيا
غٌسل و كٌفن ابا هادي وقبلنا راسه مودعين .. 

شيع كما يشييع العلماء .. وكما قال أحد محبيه ... ملكت القلوب فشييعك الألوف ... كانت جنازة عظيمة حضرها كل ابناء القطيف فهي لم تكن لفقيد من التوبي مسقط راسه فقط بل كان فقيد وطن كامل .. كان فقيدا لقلوب كل من عشق إبتسامته .. في جنازته أخبرني أحدهم بان التوبي لم تشهد تشييعا ممثال لمثل ما شييع فيه ابا هادي .. هنيئا لك كل هذا ..


التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى