حلاق حارتنا وتصفيف الشعر
12/06/2017
جمال الناصر

همسة : إن التغيير النوعي في العمل الاجتماعي والرياضي ، والشروع في البحوث العلمية ، لا يُلغي اجتهادات الآخرين ، وإنما الاستفادة منها واستثمارها الاستثمار الصحيح .

عادة وربما في الأغلب ، الذي له اشتهاء لدي ، أن أزور بين فترة وأخرى حلاق حارتنا ، لأصفف ما زاد من شعري ، تنسيقًا ، كما يفعله الآخرون . قد لا يكون " حلاق حارتنا " ، الوحيد الذي يتقن الحلاقة ، لكن أراه الأجمل ، ويملك " عقلاً " ، احتوى ما أطلبه في نوعية الحلاقة ، التي أهواها . وعليه ، لربما ذات لحظة ، أسعى لتغييره ضمن بيئة معينة ، طبيعي أن لا أسعى ، لتغيير نوعية الحلاقة جدلاً ، إلا إذا ما جاء من يقدم النصيحة لي ، بمختلف ألوانها ، بكوني منفتحًا وأتقبل الرأي الآخر - غرور تايم - .

من هنا ، قرأت هذا المساء مقالاً ، بعنوان " لا ثوابت .. ولا ثابتون " ، في حقيقة الأمر ، أن التغيير مطلب احترافي في أي عمل ، سعيًا في رقيه وإحراز النتائج المنشودة من خلاله ، أكان عملاً علميًا بحثيًا أو اجتماعيًا أو رياضيًا ، كذلك فإن التغيير لا يُعنى بإلزامية الإقصاء ، تحت ذريعة لا ثوابت ولا ثابتون . وعليه يتطفل على " أدمغتنا " سؤالاً ، مفاده : هل البحوث العلمية ، تبدأ من الصفر أم أنها ، تستعين بما يطرحه الفلاسفة والمفكرين من نظريات وتجارب ودراسات ، أخذت زمنًا ، تعانقها اجتهادات لا تسع اليراع إحصائها ومتابعتها ، عطفًا على كل الجهود الاجتماعية والرياضية - على سبيل المثال لا الحصر - .

إن المنهجية البحثية ، لا تتكأ على الإلغائية للآخر وجهده ، نظرًا لاحتواء الكفاءات سواء الموجودة أو القديمة ، عطفًا على الجديدة ، يقلق جدًا أن لا نفهم التزاوج بين الكفاءات ، لنكون على حين غفلة بين إقصاء الكفاءة الحالية أو إقصاء الكفاءة الجديدة . ينبغي فعلاً أن لا ، ينحني المثقف إلى أنصاف الحلول وليس الحلول الكلية ، نزولاً عند مقولة " هذا الصح ، وكفى " . إن المنطق بالضرورة ، يأخذنا إلى ضفة ، نبصر من خلالها معرفة ماهية الفشل والنجاح ، أسسها وقواعدها ، حيثياتها وبيئتها ، التي ينبغي أن تكون ، ليثمر البستان بما لذ وطاب .

إن العمل الاجتماعي والرياضي ، لكل منها ثيمته ، التي يوسم بها ، لنوعية البيئة . القيمة والمبدأ لا جزئية تحتويهما ، قد يكون في بيئة العمل ، ما ينقصها أو يكتنفه الخطأ في جنبة من جنباته . وعليه وضع خيارات مثلى ، تأخذ من تفعيل عنصر الدراسة ، مرشدًا ، دليلاً في استشراف البوصلة ، التي تمنع من الغياب في دهاليز الصحراء ، لأمر له جدواه بدلاً عن إقصاء الآخر . ونقولها بالفم الملآن ، أن التغيير ، فوائده جمة ، تعاضدًا مع الكفاءات الموجودة ، التي أثبتت للعيان بالضرورة قدرتها ، نتيجة لما تحمله من خبرات ، لذا من الضروري أن نتيقن أن الكفاءة غير موجودة ، لتفتح الباب ، وتغادر .



 
التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى