تكثر في شهر رمضان رسائل الاعتذار و خصوصا في ليلة النصف و ليلة القدر . وتكون هذه الرسائل عامة و جماعية و محتوى بعضها يحمل دلالة إبراء الذمة فقط، وذلك في حال صدر من المرسل تصرف أو كلمة دون قصد .
وبعض هذه الرسائل تحمل اعتذاراً واضحاً و لكني أجدها غير صادقة . فمجرد إرسال رسائل جماعية و بمعنى عام لا يحمل أي جدية في الاعتذار . ربما مازال البعض يرى الاعتذار منقصة و خدش للكبرياء أو ربما خوف من المواجهه .
إذا كيف نعتذر ؟
المسامحة ليست بتلك السهولة التي نسمع و نقرأ عنها و الاعتذار أصعب منها .
حاول الاعتذار بسرعة و لكن لا تشعر بالأسى أن لم تسامح بسرعة و سهولة . خذ وقتك كي تتصالح و تتسامح مع نفسك أولا . نفسك هي ما تستحق أن تخلصها من تبعات الماضي . أعتذر و سامح لوجه الله أولا ثم من أجل نفسك .
توجه للشخص المعني مباشرة سواء بلقاء أو اتصال أو رسالة و قد سهلت وسائل التواصل الأمر كثيرا حيث تستطيع ترتيب كلماتك و يستطيع الطرف الآخر ترتيب أفكاره و التحكم بردة الفعل المباشرة . ليكن الاعتذار موجه بصراحة و ليس مجرد كلمات منمقة متداولة . لا تحاول أن تلقي اللوم على الطرف الآخر و أن تصرفاته هي ما دفعك للخطأ . ليكن اعتذارا صافيا .
ثق بأنك عملت ما في وسعك و للطرف الآخر الحق في القبول أو الرفض . قد تنفتح أمامك أبوابا للنقاش أو للعتاب . قد يكون القبول باردا و قد لا يكون هناك رد على الاطلاق ! يبقى أهم مافي الاعتذار هو تغيير الأسلوب الخاطيء و اعادة الحقوق إن وجدت .
الاعتذار ثقيل جدا و ما إن تعتذر حتى تستشعر بالثقل الذي تخلصت منه .
ساهم بالاعتذار و إن مرت سنوات .
و عندما يعود لك أخاك معتذرا ...
افتح له قلبك . لا تكثر من الأسئلة و العتاب .
الاعتذار ثقيل على النفس فلا تزيد ثقله عليه .
حتى و إن لم يعتذر ، شجاعة.. العودة تكفي فكن متسامحا.