القاص البشراوي يصف الرطوبة بين ألم الماضي و نعيم الحاضر
23/07/2017
https://bth-alwaha.com/img/170737Tbfm.jpg
بث الواحة - القطيف
بشير التاروتي

تخلل التقرير اللهجة القطيفية العامية لجمال الوصف فيها 

استذكر القاص التراثي عبد الله بن إبراهيم البشراوي أيام (زمان) في فصل الصيف (بنش) الظهيرة في الصاباط غربي حسينية اسليس في الشريعة.

حيث بين حال الأهالي في هذه الفترة الحارة بلغة أهل القطيف العامية بقوله (الجميع مرتدياً الوزره و الفانيله ﻷن الحصف اللي في الظهر اللي يقطر منه الدم ما يقبلها اتصير له مثل المشوى تحرقه و رأس مالنا مراوح يدوية سفتها أيادي فنانات بنات قرى النخالوة (الفلاحات) نهف بها على أبداننا و بها نطرد الذباب ايضا و احلاها ما انجلبت من صفوى فهي في العادة مجنحة و مزخرفة و جميلة و لا يستطيع شرائها إلا من لديه المال الكثير... و بعضنا مثلي و الحبل مثني شباب عدنا قطع من اطراف الكراتين نتمروح ابها).



وأضاف البشراوي مستكمل حديثه : إن الناس جالسين مصطفين صفوف بعضنا على احصر و البعض الآخر على كراتين أخذت من حوالي تجار الصكة امددين رجايلنا للإمام للتوازن ولأننا لا نستطيع الإستناد إلى جدار او غيره لشدة ما تنزف اظهرنا من دماء جالسين نلهث علنا نحصل على هبة هواء تبرد السعير الذي يكوي و يلهب افئدتنا و ظهورنا . 


https://bth-alwaha.com/img/1707GKfwpl.jpg

واستكمل البشراوي حديثه الشيق عن زمان الأول إنهم ينتظروا الهواء (كوس) يأتي من الشرق و من الصاباط بين الشمال و الجنوب و لا يوجد في الشريعة كلها أبرد من هذا المكان أبداً و هكذا نقضي كل يوم. 



و بين البشراوي المشكلة الكبرى وهي الذباب حيث كان له دور كبير و هو يمتص من دماء الظهور النازفة فيؤدينا في النهار... و إذا جن عليه الليل يذهب ليرتاح شبعان مستانساً ليأتي دورالبعوض خرطومه المسنونة و المسمومة فيبدأ في تقريصنا و نحن نائمين فوق سطوح البيوت أو على اظهر جوابير النخيل و لكن و مع رطوبة الطلية و هدوء الليل و هبوب الغربي نشعر بلذة النوم و من شدة ارهاق النهار و تعب العمل نخمد و لا نحس للبعوض و ما يصنع في اجسادنا و عند ما نستيقظ نرى ثيابنا و قد لطخت بالدماء فلا نسأل الشيخ عن جواز الصلاة فيها لأنه لا يوجد لدى اغلبنا إلا هي هكذا عشنا أيام الأول بالمعاناة وهذا الصيف و هذه أجواءه. 


https://bth-alwaha.com/img/1707F3y4fo.jpg
و وصف البشراوي حال اليوم حيث النوم تحت المكيفات متدثرين ومتقنعين من شدة البرد و أين ما نذهب نجد المكيف الحمد لله من حولنا و مع هذا و نحن من الرطوبة بشدة نشتكي و كان علينا أن نكون لربنا بما انعم علينا من الراضين الشاكرين.



بنش = وسط

الحصف = داء جلدي

كوس = شرقي




التعليقات 2
إضافة تعليق
مواضيع اخرى