و اجعلنا من أهل الخير
18/10/2017

 السيد فاضل علوي آل درويش 

هناك محفز إيجابي لتحرك الفرد نحو تحقيق طموحاته و العمل المثابر لرؤية أهدافه على أرض الواقع ، و هو حب الذات أي رؤيتها في أفضل حال و مكان في عالم الإنجاز و النجاح و الكمال ، و لذا يتمسك المرء بكل خطوة تأخذه نحو تخطي مرحلة معينة ، و يتجنب التقصير و المعوقات المحبطة و التي يمكنها أن تعرقل مسيره أو تؤخر منجزاته و تطلعاته .

و العوامل التربوية كالمحيط الأسري و المدرسي يمكنه أن يلعب دورا مهما في اكتشاف الجوانب الإيجابية عنده ، و تحفيزه و تشجيعه نحو تحقيق غاياته .

و المستوى العالي من حب الذات يعني نرجسية و حبا مفرطا للنفس و تحطيم الآخرين في سبيل تحقيق مصالحه دون التفات لما يجره فعله و تصرفه من ألم لأحد ، فلا يمكنه أن يستشعر ألم أو حزن من حوله ، و ما أكثر المتبلدين اليوم . 

هناك قيمة عالية في عالم الإنسانية و هي الاستشعار الوجداني لحاجات و آلام الناس و العمل على تخفيفها ، فإن المواساة و المشاركة الوجدانية و مشاطرة الهموم بالقدر المستطاع ، ينبت المحبة في القلوب و إعلاء مكانته في اعتباراتهم ، فلا يمكن لإنسان سوي أن ينسى من أسدى له معروفا و جميلا ، كما أنه يتبوأ درجة عالية في مقام القرب و الرضا الإلهي عن مسعاه الدائب لقضاء حوائج الناس .

من الآفات الأخلاقية المستشرية في عالمنا اليوم هو الإثرة و الشح في العطاء و المشاعر و المساندة للغير ، في وقت أضحى الناس بأمس الحاجة للطيب و الكلمة الحانية الجميلة ، و التي تعبر عن قلوب عامرة بالمحبة ، فالمساندة للغير في حل مشاكلهم و مساعدتهم في رسم خرائط حل و معالجة ، و تكثيف الجهود لمواجهة الأزمات يوفر سور الأمان الأخوي و المجتمعي ، و يجنبهم الشعور القاتل بالوحدة . 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى