حقيقة صامتة .
10/12/2017

ليلى الزاهر

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقطعا جميلا لشاب مسلم في مقتبل عمره ُتتوّجه امرأة بجائزة في إحدى المسابقات وعندما اقتربت منه مصافحةً له رفض مصافحتها بأدب جمّ يعلو محياه ابتسامة صافية قائلا : أنا مسلم .
إن تصرف الشاب لايدعو للدهشة مطلقا ؛لأنه واقعا كان المفترض عليه القيام به . لكن الغريب في مثل هذه المواقف الانسلاخ من الهوية الإسلامية وهي أفضل هوية على الإطلاق . فعجبا لمن لايعتز بهويّته الإسلامية وهي الهوّية الناسخة لجميع الهويّات المختلفة . وأسفًا على المغترب عندما يخرج من فكره الراقي إلى (فكر مُقلّد) تنازعه فيه عواطفه ومشاعره ويعصف به عقله رافضا له إلا أنه يحاول إقحامه بشدة حتى يطمس أي ملامح للهوية السوية ذات المنهج الحياتي العظيم .
وكم من العادات والأعراف العالمية حقيقة جوهرها الإسلام . ومنبعها الأصيل دعوة النبي الكريم صلى الله عليه وآله إلا أنها تدور في رحى غير الإسلام . وكم من مسلم فقد احترامه لنفسه عندما حاول إذابة هويته الأصيلة ففقد بقاء استمراريته وتحولت جميع مكتسباته إلى خسارة كبرى .
إن منهجا مثل منهج الإسلام الشامل للحياة والمكمّل لجميع نواقص معتنقيه لابد أن يكون مفخرة لهم ولأجيالهم المتعاقبة . ولابد لأصحابه من الفهم الصحيح التام للهويّة الإسلامية حتى يصعب الانسلاخ منها تحت أي مواجهات خارجية وصراعات داخلية . فالموروث الديني لأبنائنا يجب تطويره وتقويمه بين الحين والآخر وفق دراسة مؤطرة بحب للإسلام وغرس منابعه الأصيلة في نفوس الناشئة وبذل المجهودات لتعريف النشء بحقيقة الإسلام وبعده عن الجمود واقترابه من الانفتاح المحترم . وغرس القيم الإسلامية بصورة مواكبة للتطور الملموس الذي شاع في مجتمعاتنا .
إن ميادين جمال المبادئ الإنسانية كثيرة وبلاشك فإن المبادئ الإسلامية حققت فوزا ملحوظا في مضمار هذا الجمال كما نلحظ انتشار تلك المبادئ الإسلامية في كل مكان حتى وإن لم ترتدِ زيّا إسلاميا ظاهريا ولكن يكفي
أن النفس الراقية في حلّة إسلامية هي المثل الأعلى للجمال الإنساني حتى وإن كانت حقيقة صامتة عند البعض .
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى