تحرير الملاحظة.. بقلم معصومه آل حمادة
17/02/2018
معصومه آل حمادة

نص المحرر
كيف استطيع ان ألتقط فكرة للكتابة عنها، ارمي بحبل الدلو للجب العميق من أفكاري و أحاول ان أصل للماء، للأفكار فوق السطح أو تحت العمق، أحاول إصطياد فكرة؛ أحياناََ كسمكة في البحر، و احياناََ كما ازرع بتلات الورد و اغرس البذوز لتنمو شجرة متماسكة بعمق الجذور، ألتقطها كعود يابس في الأرض أو ورقة شجرة في الخريف، أحياناََ اتسلقها كغصن و اتشبثُ بها كجذع، الفكرة التي تداعب وجنتيّ كنسيم الربيع أو برد قارص في الشتاء، بداخل المنزل أو بالخارج، الفكرة ربما تكون قطع السكر في كوب شاي، أو إطار صورة، و ربما كقلم و ورقة مسودات و قائمة مستلزمات المطبخ، أحياناََ تكون على الرف العلوي للمكتبة أو في خزانة الملابس، الأفكار تجيد لعبة الاختفاء جيداََ، كم هي ماكرة! و مخادعة كبيرة، طيبة و حنونة احياناََ، تمتلك فائض من المشاعر في أوقات مختلفة من اليوم، الفكرة التي تنزل مع قطرات صنبور الماء في المغسلة أو في الدش، غريبة الفكرة التي تختبئ في الحمام، غريبة أطوار حقاََ! 


احياناََ الفكرة تبدو مدهشة و حيوية تتراقص في كل مكان ولا تهدئ و تترك خلفها أثراََ، في كثير من الأحيان هذه الفكرة تحب الإستماع لقصة ما قبل النوم، و أحياناََ ترفض النوم بعناد!
الفكرة المجنونة تنتصر على أخواتها الأخريات هي لا تستكين ولا تجلس بهدوء لا تعرف راحة البال، مضطربة على الدوام، تشعر بالهلوسات؛ بالحزن الكبير و بالفرح العظيم، تصاب بالإحباط و الاكتئاب و كثيراََ ما تلتزم الصمت فجأة، هي لا تعرف الوقت، بائسة لا تدرك التوقيت، تستيقظ طوال اليوم و ترهقني. أحب الفكرة التي تتمايل على نغم موسيقي، تبدو كما الحياة! 


هي الذكريات و كل الأوقات، صديقة حنونة، تبتسم و تبكي لديها الكثير من الحكايا، احب الحكايا، هناك فكرة عالقة، و أخرى منسية، و أحياناََ غير مدونة، و فكرة على عجلة من أمرها، و متوترة و شاردة، و أيضاََ هناك فكرة صغيرة و أخرى تستعد للولادة و الميلاد الأول، فكرة حزينة و مُبتهجة، المثير أن هُنالك عائلة من الأفكار، و أنا في حيرة أي واحدة أختار للكتابة عنها هذه الليلة، من الجيد إنني على علاقة ودية معها جميعاََ، الأمر يطول و انا استغرق في التفكير مطولاََ لابد لي من أن أكون على وفاق مع فكرة أخيرة، تبدو الدهشة الأولى على الكلمات، عزيزتي الكلمات انا أحبكِ، أيتها الأفكار انا ممتنة لكِ، و أخيراََ نقطة على السطر. 


التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى