أحسن الظن أولا ً ..... أحمد بن مكي الجصاص
13/03/2020

أحسن الظن أولا ً

الصور الملتقطة في كورنيش القطيف (المشاري/ الناصرة) وغيرها من مقاطع الفيديوهات والملتقطة في بقعة محددة وزاوية معينة من الكورنيش والمنتشرة على نطاق واسع بخصوص ازدحام الكورنيش يوم الخميس ١٦ رجب ١٤٤١هـ تدل وبشكل واضح وكذلك الشهود العيان أكدوا أن سبب الازدحام هي السيارات والدراجات النارية القاطعه للطريق وأن المترجلين والواقفين محاذاة الطريق من الجانبين أقل من السيارات والدراجات النارية السالكه له .

إشكالية أزدحام السيارات والدراجات النارية في الكورنيش أمر طبيعي جدا لأن شارع الخليج (الكورنيش) ثالث أحد الطرق الشريانية الرئيسية الداخلية بحيث يربط شمال القطيف بجنوبها كما أن ازدحام السيارات لم يقتصر على طريق الكورنيش منذ بدأ الحجر الصحي بتاريخ ١٢ رجب فالشوراع التجارية بالمحافظة تشهد نوعا ًمن الازدحام في أوقات مختلفة من اليوم خصوصا ً مع انخفاض دراجات الحرارة فهل المطلوب قيام هجمة شرسرة من جميع اصناف المجتمع مع كل ازدحام شارع بالسيارات وحتى تضع الحرب أوزارها .

فلنحسن الظن اولا ً فبدلا ًمن أن نحمل مسؤولية شخص في سن التكليف الشرعي ومسؤول عن نفسه حتى من الناحية النظامية تصرفاته لآبائهم وأمهاتهم ونقدح في تربيتهم (له/ـها) فهذا أمر مخالف لمبدأ من مبادئ القرآن (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۚ ) سورة فاطر / آية ١٨ .

فكم من الآبناء أنحرفوا وسلكوا نهجا ً غير نهج آبائهم وآمهاتهم الصالحين (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) سورة يوسف/ آية ٧-٨.

وكذلك الزوجات سلكوا وأنحرفوا عن نهج أزاوجهم (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) سورة التحريم / آية ١٠.

فهل يعاب يعقوب (الأب أو الأم) أو يقدح في نوح ولوط (الزوجان) بسبب آنحراف الآبناء على فرض عدم ذكر توبتهم في القرآن أو إنحراف زوجتا نوح ولوط وتأكيد القرآن على إنحرافهم عن الصراط المستقيم.

فلنحسن الظن أولا ً لعل من سلك طريق الكورنيش ذاهب في قضاء حاجة أو في ذهابه أو رجوعه لمنزله في الأحياء المجاورة للطريق أو في زيارة صلة رحم أو صديقه وما إشبه في الأحياء المجاورة للكورنيش فسلك الطريق لقربه من محط رحاله ومرَّ مرور الكرام أو قيام أحدهم بعملية الدوران بسيارته في المنفس الوحيد في المنطقة .

في الأثر المعتبر (إذا صلح الزمان فأحسن الظنّ أوّلا وإذا فسد فإنّ « سوء الظنّ من حسن الفطن ) أمير المؤمنين .علي بن ابي طالب (ع). / نهج البلاغة - الشريف الرضي.

وعلى فرض إن سبب الإزدحام الذي حصل هو التجمعات البشرية فإرشاد المخطيء إلى طريق الحق يجب أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة لا بأسلوب الغلظة والسيوف على الرقاب .

وحتى لا يأول مأول ويسيء الظن ظان مع الوقاية خير من العلاج ومع اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة من تزايد المصابين .


📝 أحمد بن مكي الجصاص


.... 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى