فلنتمعن الجانب المشرق من فيروس كورونا
3/04/2020

فلنتمعن الجانب المشرق من فيروس كورونا

كما نرى في الآونة الأخيرة فإن الحياة الإجتماعية كلها قد توقفت من أجل التغلب على فيروس كورونا (COVID 19) فمن المؤسف أن نجد أنفسنا فجأة بلا مدارس و بلا أعمال و بلا أسواق و بلا أنشطة رياضية أو حتى أماكن ترفه عن النفس مثل المتنزهات أو الكافيهات أو المطاعم فهانحن مُنِعنا من التنقل و السفر أيضا سواء لعبادة أو لترفيه و يعز علينا أيضا بأن بيوت الله كلها قد أُغلِقت و أغلبنا غير راضٍ أو محبَط و ربما البعض يأخذه التشاؤم و ينسى الجوهر و السر في كل ما يحصل المؤكد هو أن هذا الوباء ماهو إلا ابتلاء للإنسان وما من مصيبة تأتي إلا فيها رحمة إلهية كما يقول الإمام علي (ع):
فكم لله من لطف خفي يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم يسر أتى من بعد عسر ففرج كربة القلب الشجي
وكم أمر تساءُ به صباحاً فتأتيك المـسرة بالعشي
إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العلي
ولا تجزع إذا ما ناب خطبٌ فكم لله من لطفي خفي

لنتأمل جميعنا في حكمة الله من نزول هذا الوباء و بانتشاره سريعا في كل الدول و لنتفكر في الإيجابيات سنلاحظ مع فرض الحجر و حظر التجول بأن الحياة كلها تتجدد فالأرض بدأت تستعيد صحتها و ها هو الهواء يتنقى حيث انخفضت نسبة ثاني أكيد الكربون في الجو بنسبة ٢٥ بالمئة وقد تراجعت ايضا نسبة انبعاثات ثاني اكسيد النيتروجين حيث انقشعت سحب الغازات السامة من المناطق الصناعية و بهذا يتجدد الهواء ونتنفسه نقيا من كل تلك الشوائب كذلك من أعمق النتائج المشرقة بعد كورونا هو توحيد البشر من كل الطبقات فهو لايفرق بين غني أو فقير ولا بين حاكم أو محكوم و من آثاره الملحوظة أيضا هو أن العالم كله أصبح على قلب واحد بالرغم من اختلاف الجنسيات و الثقافات و الأديان قال الله تعالى:(و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم) فبالرغم من عدم تقبلنا لهذا البلاء إلا أنه حقق المستحيل فهو قد جمع شتات القلوب المتفرقة بعد الحجر و حظر التجوال فبه قد تجمع شمل أغلب العوائل و خصوصا المغتربين منهم و انتشر الأمان في البيوت و عمت السكينة و الطمأنينة.

لو ركزنا قليلا لوجدنا بأن هذه هي الفرصة التي أنعمها الله علينا و يجب علينا استغلالها في إعادة ترتيب بعض الأمور أو لإنهاء بعض الأمور العالقة خصوصا للأمهات الموظفات اللاتي طالما حلمن بأن يبقين مع عائلاتهن لساعات طويلة و ايضا للزوجات اللاتي يعملن أزواجهن خارج البلاد و كن يحلمن بتواجدهن معهن ومع الأبناء سأشارك معكم بعض التعليقات الظريفة التي وصلتني ع الواتس اب فبالرغم من ظرافتها إلا انها لامست مشاعري حيث يقول أحدهم: (سمعت عيالي يسألون امهم: خلاص ابوي بيسكن معنا؟؟) و يقول آخر:(تو أعرف ان اسم زوجتي رباب و طول عمري كنت اناديها ربيِّب) و غير ذلك من التعليقات التي لا يسعني ذكرها هنا و بالنهاية مع هذا الوباء قد عرفنا قيمة كل نعمة كانت محيطةً بنا بعد ما فقدناها فوجود المدارس و غيرها كانت من أعظم نعم الله التي لم نكن نشعر بقيمتها فيارب لا تحرمنا من جميل عطاياك فأنت الرب الكريم نستغفرك اللهم و نتوب إليك و نحن في كل الظروف ممتنين لك يا رب العالمين على كل شيء و نحن مازلنا مغدقين بالنعم فالسلام بهذه البلاد أكبر نعمة فأدمها علينا يارب العالمين.



... 
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى