لحظة استراحة ....غالية محروس المحروس
19/06/2020

 لحظة استراحة

منذ شهور وأنا مسترخية تماما في بيتي دون ملل او قلق مثلي كحال الأغلبية, وكل الأمور قد تأجلت بطبيعة الحال عند الجميع, ولكني منذ يومين كنت مضطرة لحضور موعدا ما لا ينبغي تأجيله أكثر من ذلك, وأنا في طريقي مع زوجي والذي لم يأخذ مني ساعة حتى رجعت البيت لم أرفع رأسي أبدا لرؤوية الشارع رغم فترة السماح بالخروج, عز علي أن يكون الحال بهكذا شكل وإن كان مؤقتا! وهنا خطر على بالي استفسارا موجعا هل ستطول سياسة يكون حال التباعد الإجتماعي دون مصافحة او ملامسة أعزائنا وأحبابنا!هل سنكون قادرين ومستعدين لمواجهة هكذا كوارث وابتلاءت دون خوف! إلى متى سنكون رهنا للكمامات والقفازات؟ ياترى هل ستصبح من ضمن احتياجاتنا وهل ستكون جزء من لباسنا اليومي؟؟ وهل سنبقى متسمرين عبر قناتنا الإخبارية! ونتعلق بحلم طارئ أن نسمع خبرا عاجلا إن هذا الوباء قد إنتهى, واصبح العدد لدينا صفرا دون أرقام وراءه!

أتأمل طويلا في الجهود الجبارة التي تبذلها حكومتنا العظيمة, بكل أبطالها وكوادرها الرائدة التي تسهر لراحة الشعب بينما البعض منا في البيوت يتذمر! ولكن أليس من الاستخفاف والاستهتار بعدم الالتزام بقوانين الدولة! لنخفف على حكومتنا قليلا من العبئ والمسؤولية والجهد!! وهذا حق الدولة علينا نعم وببساطة البقاء بالبيت فقط لا غير!ونحن نسمع الضحايا من وفيات واصابات عديدة نتوجع من أجلها!

بين حين وآخر تصلني رسائل من بعض المعارف مبادرة الحديث: كيف حالك مع الحجر الصحي والبقاء بالبيت!! أتعجب من هكذا استفسار مجحف وجائر! اين الصعوبة والدهشة ونحن في بيوتنا! واقعا يكون ردي على هكذا استفسارات إنني امتلكت وقتا كافيا, للحرص على بعض طقوسي التي اقوم بها بجهد أكبر, رغبة في البقاء في بيتي بارتياح إلى جانب اعترافي بإن استهلاك الثقافة حاجة إنسانية ومطلب حقيقي وملح! حيث المتعة بقراءة كتبا لدي لم يسمح لي الوقت ولا المزاج حينها بقراءتها من قبل, وحاليا لدي الوقت الملائم للقراءة ساعات وساعات والتي تساعدني على ادراك المشاعر واستخلاص الطاقة دون قلق وملل او عجز, واتمتع هنا بقراءة مقالات الزملاء الأعزاء المتنوعة والهادفة, في عصر خطر جائحة كورونا الشرس الماثل هنا وهناك.

لعلني هنا اعترف صادقة إن البقاء الطويل بالبيت تجربة تأمّل مثيرة في مواجهة أعداد الوفيات وحالات المرض مع غريزة البقاء والرغبة في الحياة بسلام! وكيفية البقاء بالبيت بعد الانهيار الكبير بكل الاصناف وكيف يمكن للحجر أن يذكرنا بإنسانيتنا في مواجهة ظروف طارئة استثنائية لا يمكن تصورها أو وقوعها. رغم إن العالم وعلى مدار التاريخ الزمني وحتى يومنا هذا نواجه الأوبئة والأمراض والتي تثير الرعب والمخاوف في خضم قلق تطورات جائحة هذا الفايروس المستجد القاتل, والتي امتدت انعكاساته وآثاره على الاقتصاد والعمل وحقوق الإنسان الدولية حيث اصبح مصدر قلق وخوف للعالم اجمع.


فالبقاء في البيت أمر ضروري والزامي بل حتمي, حيث تتزايد تحذيرات الحكومة المتمثلة بوزارة الصحة من الخيارات التي ما زالت مفتوحة أمام تزايد حالات الإصابة بهذا الوباء وإمكانية تطور الإصابات وانتشار العدوى بشكل أوسع وهذا مؤشر خطير لإستهتار البعض بسلوكياتهم الصحية الغير المسؤولة على سلامة الأهل والمجتمع وما قد يترتب عليها من إجراءات وقائية قد تصل لتطبيق الحظر الجزئي أوالكلي مجدداً إن لزم الأمر, إذا أين الدهشة من البقاء بالبيت وكإن البيت سجنا !!

واخيرا علينا ان نفخر بحكومتنا المتمثلة بملك الإنسانية جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله. وعلينا أن نشكر كل الجنود البواسل والدروع البشرية, في القطاع الصحي الذين يسهرون ليل ونهار لخدمة المرضى, و من اجل الحياة والصحة والسلامة لنمارس الوعي ونلتزم بالتدابير الوقائية الفردية ونبتعد عن الشائعات الخاطئة.



بنت القطيف: غالية محروس المحروس
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى