لكي لاتحترق مهنيا
10/08/2020

مهندس محمد جعفر آل عبيد

الاحتراق المهني أو الوظيفي هو الشعور بالإرهاق الذهني والتعب البدني وتبلد المشاعر وعدم الإحساس بقيمة العمل الذي يزاوله الفرد بسبب الافراط الزائد في الاهتمام بتفاصيل العمل والتشبع بمشاكله وضغوطه السلبية داخل وخارج المنظومة .

من العوامل المهمة التي تؤدي الى الاحتراق الوظيفي هي عدم وجودالحوافز التي تتناسب وحجم المنجزات التي يقدمها العامل في المنظمة مضافا إلى ضغوط العمل كما أن عدم احترام خصوصيات العامل ومراعاة ظروفه الاجتماعية والتمييز في المعاملة بين الزملاء على أساس غير عملي تعد من الأسباب المهمة لحدوث الاحتراق المهني .

كما يمكن اعتبار الاستمرار في نفس العمل لمدة طويلة تتجاوز الخمس سنوات بنفس الروتين اليومي دون محاولة التطوير والتحسين ودون وجود محفزات عامل آخر من عوامل حدوث الاحتراق.

والاحتراق المهني لا يأتي بشكل مفاجىء بل هناك مؤشرات مهمة تدل على وقوع هذا الأمر وينبغي الالتفات إليها وأهمها ظهور بعض المشاكل الصحية بدنيا أو نفسيا والصعوبة في التركيز والادراك نظرا للتشتت الذهني كما أن التفكير السلبي وضعف الأداء وإهمال الذات والشعور باللامبالاة وخيبة الأمل وضعف الكفاءة والأداء التي كان يعمل بها سابقا تعد كلها مؤشرات وأجراس إنذار لقرب وقوع الإحتراق المهني الذي سيكون كارثيا على الحياة المهنية والشخصية والتي من المحتمل أن تؤدي إلى فقدان الوظيفة .

ولكي لاتصل إلى هذه المرحلة خلال مسيرتك المهنية فإن مجموعة من الإجراءات والخطوات الوقائية يمكن أن تساعد على ذلك ومنها :
المحافظة على حالة التوازن بين الحقوق والواجبات بأن تكون قائدا قادرا على الإبداع والابتكار وتطوير الذات للقيام بالعمل المسند إليك على أكمل وجه وفي الوقت ذاته محافظا على حقوقك العملية في العمل بما تستحق مقابل الأداء المتميز كما أن وضع الأهداف والتطلعات ينبغي أن تكون بالتنسيق مع إدارة المنظمة ومجاريا لظروفها وخططها الاستراتيجية لتحقيق المكاسب لكلا الطرفين .

وفي الختام لا بأس بالإشارة إلى مسألة مهمة لتجنب الوقوع في الاحتراق الوظيفي وهي الابتعاد عن الأشخاص السلبيين أو المحبِطين حتى لاتصبح ضحية ينتهي بك المطاف بخيبة أمل لا يحمد عقباها.

وتذكر دائما أن وضوح الهدف والواقعية أمر مهم في أي ممارسة عملية مهما كان نوعها .

وقاكم الله شر الاحتراق الوظيفي
 
التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى