الكاتب.. العزلة ....✍🏻 جواد علي المعراج
19/10/2020

الكاتب.. العزلة
✍🏻 جواد علي المعراج

بطبيعة البشر يرغبون في العزلة ولكن بشرط أن تكون لهدف محدد واختيارية وتحدد لفترة معينة وليس دائما فأحيانا يحتاج الإنسان للعزلة لأنها تعتبر نوع من الرياضات العقلية التي تساعد على اكتشاف الذات الإنسانية والتغلب على الأفكار الانهزامية والمخاوف والتكيف مع الواقع والحياة العامة.

إن العزلة الإيجابية التي تكون ( بعقلانية ) تعتبر جلسة تصالح مع النفس واكتشاف الذات أكثر أولا ثم بعد ذلك تكوين العلاقات من أجل تحقيق التواصل والتفاهم بشكل أعمق هذا النوع من العزلة يؤدي لتوسيع المعارف الإنسانية وتنمية الوعي والمواهب والإبداعات والتكيف مع الضغوطات وإدارة الانفعالات الشديدة التي تنتج ردود الأفعال العنيفة.

وعكس العزلة الإيجابية هي السلبية والتي تكون ( غير عقلانية ) طبعا تجعل الكُتّاب المعينين يقومون بتخريب عقولهم وجلد ذواتهم بحجة التمسك بالرأي الواحد والاعتقاد بأن العمل على تحقيق الأهداف الكبرى يحتاج للعزلة دائما والتطرف والتعصب الفكري الذي يدفع للعداوة وتنمية نوازع الكراهية والامتناع عن التواصل مع الآخرين وعلاوة على ذلك الشعور بالخوف والتهديد الناتج عن عدم السماح للأطراف الأخرى بذكر الطروحات والمواضيع التي تشمل تبيان السلوكيات والأفكار الخاطئة لدى فئة من الكُتّاب جدير بالذكر أن كل إنسان لديه سلبيات وإيجابيات فلا داعي لإظهار المحاسن والدفاع عن النفس باستمرار ولا توجد أي مشكلة عند ذكر الأخطاء إذا كان الهدف من ذكرها هو التحويل إلى المسار السليم.

ليتم إدراك مستوى العزلة لدى الكاتب والأسباب التي تدفعه إليها يتطلب الأمر معرفة كيفية التعامل معه وإجراء النقاش أو الحوار معه بهدوء من غير إثارة التشنجات والغضب ويجب أن يكون الإنصات والتفاهم وارد بينه وبين الأطراف الأخرى حتى تتحقق النتائج المثمرة.

هناك مجموعة من الأسباب المعينة التي تدفع الكاتب للعزلة السلبية وهي كالآتي: التهرب من الواقع والخوف من التعرض للتهميش والإقصاء والأنانية المفرطة تجعل الفرد لا يتقبل طروحات وأفكار وآراء الناس لأنه متمركز حول ذاته فقط وكذلك انعدام القدرة على التحكم بالضغوطات العصبية التي لها دور بالدخول في خانة العزلة ونضيف الجهل فعندما يكون المرء جاهلا بأمر معين فإنه سوف يتردد عن التزود بالمعرفة وكلما توسعت دائرة الجهل لديه أزدادت عزلته وقلقه من الانتقادات اللاذعة الموجهة له.

وللتخلص من العزلة الخاطئة يلزم على الكُتّاب الإنعزاليين ممارسة التأمل الذي يمكن من خلاله تدريب العقل بشكل تدريجي على تحفيز الوعي والشعور بالاسترخاء وراحة البال.

بالإضافة إلى ذلك يميل الناس للتعامل مع الشخصيات الكثيرة الاختلاط بالبشر باحترام وود ولكن في نفس الوقت أيضا من الأحرى أن يتعاملوا مع الإنعزاليين باحترام بدلا من أستخدام الأساليب التي تغرض لزعزعة طمأنينتهم وتنمية النوازع الانتقامية عندهم وتحفيزهم على العدوان وممارسة التنمر ضدهم بمختلف الأشكال بالطبع كل هذا يشعل الفتن والخلافات والمعارك الطاحنة.
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى