الرضا بالـ 1/2
22/11/2020



بقلم الأستاذ / كمال بن علي آل محسن 

يحقُّ لكلِّ إنسانٍ - يعيشُ على كوكبنا الحالم - أن تكونَ له طموحاتٌ وأحلامٌ وأماني وتطلعات بلا سقف ولا حدود ، كما يحقُّ له أن يسعى إلى تحقيقها متسلحًا في ذلك بالعلمِ والعملِ ، والرغبةِ والإرادةِ والشغف ؛ حتى تكونَ واقعًا ملموسًا له في حياته يتفاخر به أمامَ نفسه أولًا ثم فِي مجتمعه الذي ينتمي إليه ، بما يحققُ له الرضا الكامل والتام ، وليس نصف الرضا ونصف التمام . 

الرضا بنصفِ الشيءِ ليس من القناعةِ في شيءٍ فيما يتعلقُ بالطموحاتِ والأماني والآمالِ والتطلعات ؛ فعلينا أن نتمردَ - وبكل قوةٍ - على القناعةِ في طموحاتنا ، وأن نخالفها في أحلامنا ، وأن نعارضها في آمالنا ، وأن نقاومها في تطلعاتنا ، فالمكان ليس مكانها ، والدور ليس دورها ، فلا بد لنا من أن نسعى جاهدين للإمساك بالكل - بقبضة فولاذية - وليس بالنصف ، فلا نرضى بأداءِ نصفِ العمل ، أو تحقيقِ نصفِ الإنجاز ، أو التوقفِ عند نصفِ الطموح ، أو الاكتفاءِ بنصفِ الفرصة ، أو القبولِ بنصفِ الحل .

 إنَّ التوقفَ عندَ منتصفِ الطريقِ يعني -وبكل بساطة - أننا لم نحققْ شيئًا ، فيجبُ علينا أن نكملَ ما بدأناه بحماسةٍ أكثر من ذي قبل ؛ حتى نصلَ إلى نهايةِ الطريق ونحققَ الهدفَ كاملًا غير منقوص . 

إننا إن رضينا وقبلنا بالنصفِ فقط فسنتنازلُ ونتخلى يومًا ما عنه طواعية إلى الربع ، وبعدها سنفقدُ السيطرةَ على دفةِ السفينة ، وسنتنازلُ مرة أخرى مكرهين ومرغمين ومجبرين إلى اللاشيء ؛فتتبخر الأحلام وتموت الطموحات ، ويصبح النجاح من المفردات التي لا يعرفها قاموس حياتنا ، فهي ليست بين أوراقه ولا تنتمي إلى حروفه وكلماته . 

لا بد وأن نجعلَ سقفَ طموحاتنا عالٍ ، ولا ضرر لو حطمنا ذلك السقف ؛ حتى نصلَ إلى عنانِ السماء ، وألا نرضى بما دون النجوم ، فنحن نستحقُ الدرجةَ الكاملة ، وليس نصفها ، فلم لا نسعى إليها ؛ حتى نحصدها كثمرةٍ ناضجةٍ كاملة ، نستمتع بمذاقها المتميز ، ونسر بما حققناه ، فتتوق نفوسنا إلى تحقيقِ المزيد . 

إن الوصولَ إلى التمامِ لن يكونَ ولن يتأتى إلا بشموعٍ مضيئةٍ على الطريقِ وقودها : شحذ الهمم ، وبذل الجهود الكبيرة ، والسعي الحثيث ، وعدم الاستسلام ، والمثابرة والعزيمة ، والحيوية والنشاط ، وهذا الوقودُ لا يتوفرُ إلا في النفوسِ التي نذرت حياتها لأن تكون في أعالي القمم ، ولا تقبل بغير ذلك بديلًا .

 قال هارولد ميلشرت : عش حياتك كل يوم كما لو كنت ستصعد جبلًا . وانظر بين الفينة والأخرى إلى القمة حتى لا تنسى هدفك ، و لكن دون إضاعة الفرصة لرؤية المنـاظر الرائعة فـي كل مرحلة .




... 




التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى