الاقتصادية 

إن الأحداث والتغيرات غير المسبوقة في عام 2020 جعلته عاما استثنائيا للتجارة الإلكترونية فمنذ نحو عام كامل من بداية جائحة كوفيد - 19 وجد المستخدمون أنفسهم قد تبنوا ممارسات جديدة أصبحت أسلوب حياة اعتادوا عليه وأثر في عاداتهم اليومية كافة ومن أبرز هذه الأمور عادات الاستهلاك والتسوق فمع التطور الكبير الذي عاشه المستخدمون في السعودية والطفرة التقنية خلال الأعوام العشرة الماضية لم يكن هناك عدد كبير من المستخدمين يفضلون أو يشعرون بالراحة عند تسوقهم إلكترونيا عبر الإنترنت إلا أن هذا الأمر تغير تماما خلال عام 2020 حيث بات التسوق إلكترونيا هو الخيار الأفضل والأكثر راحة بالنسبة إليهم فبحسب دراسة مسحية صادرة عن شركة كريتيو فإن 58 في المائة من المستهلكين في السعودية باتوا يشعرون براحة أكبر أثناء تسوقهم إلكترونيا.

ووفقا للدراسة فإن نحو 40 في المائة من المتسوقين في السعودية ما زالوا يشعرون براحة أكبر في التسوق في المتجر الآن عما كانوا يفعلون قبل بضعة أشهر حيث قال 58 في المائة منهم إنهم يشعرون براحة أكبر عند التسوق عبر الإنترنت هذا العام وبينما يحرص المستهلكون في المملكة على التسوق عبر الإنترنت في معظم فئات المنتجات خلال الأشهر القليلة المقبلة ستكون عمليات الشراء غير المتصلة بالإنترنت في المقام الأول من البقالة والسلع المنزلية.

وعند الشراء عبر الإنترنت يتوقع معظم المتسوقين خدمة توصيل مجانية وسريعة أو بأسعار منخفضة حيث أشار نحو ثلثهم الذين بلغت نسبتهم 35 في المائة من المستجيبين في الاستطلاع في المملكة أن عملية الشحن هي أحد أهم العوامل عند الشراء عبر الإنترنت وتعد تكلفة الشحن أحد الأسباب الرئيسة التي تؤثر في المتسوقين في المملكة للشراء من بائع تجزئة عبر الإنترنت هذا العام.

ومن المتوقع أن تصل حركة مبيعات التجزئة في الشرق الأوسط وإفريقيا إلى الذروة مرة أخرى خلال الجمعة البيضاء 27 تشرين الثاني (نوفمبر) من هذا العام مقارنة بالجمعة البيضاء عام 2019 التي شهدت زيادة في معدل المبيعات بنسبة 336 في المائة في المتوسط وزيادة بنسبة 170 في المائة في معدل زيارة المستخدمين للمتاجر الإلكترونية هذا ومن المتوقع حدوث اتجاهات مماثلة هذا العام حيث سيكون أداء التجارة الإلكترونية أقوى مع انتقال المستهلكين إلى التسوق عبر الإنترنت في أعقاب تفشي جائحة كوفيد - 19.

وقالت كريتيو في دراستها التي شملت 900 مستهلك في السعودية إن شهر أيلول (سبتمبر) 2020 على وجه الخصوص قد شهد زيادة في المبيعات عبر الإنترنت بنسبة تزيد على 37 في المائة على أساس سنوي ويخطط أربعة من أصل كل عشرة متسوقين إلى شراء مزيد من المنتجات عبر الإنترنت هذا العام بما في ذلك الألعاب وأدوات وملحقات الألعاب والسلع الثقافية ومنتجات التجميل والإلكترونيات الاستهلاكية والملابس والملحقات والمنتجات المنزلية والسلع المنزلية والعلامات التجارية الفاخرة.

في سياق متصل ينشط عديد من المجموعات الإجرامية التي تستهدف المستهلكين عبر عمليات الاحتيال فبحسب شركة IBM فإن انتشار جائحة كورونا قد سرع تحول المتاجر الفعلية إلى تبني التسوق الرقمي بنحو خمسة أعوام ومع انتظار المتاجر والمشترين حلول فترة الخصومات والتخفيضات الموسمية والأعياد ينتظر مجرمو الإنترنت هم الآخرون هذه الفترة للاحتيال على المتسوقين عبر الإنترنت ما يتطلب منهم الحذر الشديد أثناء التسوق عبر الهاتف أو الأجهزة الذكية ولحماية المستخدمين لأنفسهم وتجنب عمليات الاحتيال أثناء التسوق عبر الإنترنت عليهم أولا التأكد من أنهم يستخدمون موقع الويب الحقيقي وأن عنوان URL الخاص بالموقع يحتوي على رمز القفل ويبدأ بروتوكول HTTPS وتجنب الضغط على الروابط في رسائل البريد الإلكتروني فمن ضمن تقنيات التصيد الاحتيالي الشائعة إرسال رسائل بريد إلكتروني تحث المتسوقين على الضغط على الروابط المرفقة للانتقال إلى صفحة المنتج أو موقع الويب حيث يقوم مجرمو الإنترنت بإنشاء مواقع ويب مزيفة تنتحل صفة مواقع التسوق المشروعة للاستيلاء على تفاصيل بطاقة الائتمان التي يدخلها المستخدمون عن غير قصد.

وتجنب استخدام كلمات المرور الضعيفة حيث إن أكثر من 35 في المائة من جميع الخروقات كانت نتيجة استخدام كلمات مرور ضعيفة في الحسابات المختلفة لذا لتجنب الوقوع ضحية لاختراق كلمة المرور أثناء استخدام حسابات التسوق عبر الإنترنت يجب على المستخدمين استخدام كلمات مرور معقدة وفريدة من نوعها إلى جانب التفكير مليا عن إيجاد الصفقات المشكوك فيها فأثناء التسوق عبر الإنترنت إذا وجد المستخدم صفقة في موقع ما تبدو جيدة جدا لدرجة يصعب تصديقها فمن المرجح أن يكون هذا الموقع مزيفا إضافة إلى ذلك في حالة تلقي رسائل بالبريد الإلكتروني تحتوي على صفقات بخصومات كبيرة جدا مع روابط متضمنة لمزيد من التفاصيل فلا تضغط عليها مباشرة بل يجب القيام بزيارة موقع التسوق مباشرة عبر المتصفح وابحث عن هذه الصفقة.