الابتسامة.. النفاق
28/01/2021


✍ جواد المعراج

إن خضوع الإنسان للضغوطات السلبية التي تجبره على الابتسامة المزيفة تؤثر على مزاجه وعاطفته ومشاعره الإنسانية بشكل سلبي لذلك عليه باللجوء للابتسامة الحقيقية التي تجلب العديد من الإيجابيات وبناء العلاقات التي ينتج عنها المحبة.

إن كل إنسان لديه مواقف صعبة ومشاكل معينة تعرض لها وفي داخل كل قلب أحزان فالشخص الهش يتحطم أمام كل الصعوبات وقد يؤدي به ذلك للسخط عليها لكن المرء القوي يتجاوز كل العقبات الشاقة التي تمر عليه بالابتسامة وبالتالي فإنها تعطيه نشاط ودافع إيجابي يساعده على تقبل الظروف التي يعيشها في الفترة الحالية.

قد يمكننا أن نبتسم للناس ولكنها أحيانا ليست ابتسامة حقيقية فالحقيقية تكون غالبا نابعة من القلب وهي تبقى مع صاحبها لفترة طويلة أما تلك الابتسامات المزيفة التي تظهر بين فترة وأخرى مع مرور الأيام ينتج عنها الحقد والكراهية وأحيانا تكون لهدف المصلحة والشهوة بهذه الحالة أصبح كل طرف يخترع عبارات وكلمات وقصص حب وهمية ينسجها بسبب انعدام إمكانية تكوين العلاقات التي تجعل المحبين يرتاحون من ناحية تبادل النظرات والكلام.

الابتسامة المزيفة تدل على النفاق وعدم الشعور بالطمأنينة والراحة فإذا أراد الإنسان أن يبتسم أمام شخص معين فليجعلها نابعة من القلب وإلا سوف تظهر من خلالها مرارة النفس التي تجعل الفرد يتبع أهواءه الشيطانية وشهواته فالشيطان يأتي في أي لحظة وظرف وموقف يحدث فهدفه هو السيطرة على العقل والسلوك بغرض تأصيل الأنانية والتسلط (تسلط الأهواء).

وتعتبر الابتسامة المزيفة فعل إرادي لمحاولة إظهار الحب للطرف الآخر من دون أن يشعر بذلك وهي تستخدم كوسيلة لإخفاء المشاعر التي تشمل:(الغضب والعدوان والبغض والحزن والاستياء وغيرها) بينما تنطوي المشاعر الحقيقية عادة على وجود حالة من الإتزان السلوكي الذي يؤدي للشعور بالهدوء وذلك عن طريق تبادل الكلام مع الطرف الآخر من دون الإحساس بالخوف والقلق الزائد.

إن التمسك بالاعتقادات العالية يجعل الفرد يعتقد أن من يبتسم أمامه هو يحبه بشدة ولكنه في الواقع يحمل في داخله العدوان والعنف الهائل فهناك من لديه قدرة هائلة على إخفاء العواطف والمشاعر العدوانية فهذه كما قلنا الاعتقادات العالية تفقد القدرة على معرفة إذا ما كان الطرف الآخر يقدم نوع من الاهتمام والعطاء والإيثار.
 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى