كيف أقيم صداقة مع طفلي دون أن يفسده ذلك؟
30/03/2017

يتناقل الآباء والأمهات سؤالًا حائرًا ومتكررًا هل الرفاهية العاطفية والحنان الذي يقدمونه لأبنائهم يؤدي إلى الدلال الزائد ويفسد الأبناء أم لا.


أكدت العديد من الدراسات أن إغداق الدلال والعاطفة بالقدر الصحيح ينشئ أطفالًا أسوياء صحيًا ونفسيًا حتى أن معدلات النمو في الإدراك والوزن والطول تصبح أفضل من معدلاتها لدى غيرهم من الأطفال ممن يتناولون الطعام نفسه لكن فقدوا أمهاتهم أو لمن ينالوا القدر نفسه من الاهتمام العاطفي والحنان.

لكن ما هو هذا القدر الصحيح ومتى يصبح الدلال والعاطفة أمرًا سلبيًا يفسد الأبناء؟
إبداء العاطفة من القبلة والضمة والاهتمام والسؤال والعدل بين الأبناء هو أساس هذا التوازن العاطفي في قلب الطفل ونفسه لكن الدلال المفسد قد يبدأ من أمرين أساسيين:

عدم التوجيه عند الخطأ والدفاع عن الابن المخطئ خاصة لو كان في مواجهة أبناء الآخرين.
تحقيق رغبات الصغار المادية دائمًا دونما توقف ودونما توجيه ولا تعليم أن عليه بالمقابل واجبات كما أن له حقوقًا.

من الطبيعي أن تحبي طفلك وتريدينه سعيدًا شاعرًا بحبك وحنانك لكن من واجبك أيضا بناء شخصية طفلك على عدم الأنانية وحب الذات وعلى قوة الشخصية وعلى الرحمة وعلى فهم الحقوق والواجبات وكل هذا لا يتأتى من الدلال فحسب بل يحتاج لحزم وتربية وتوجيه وتقويم وغير ذلك.

وتتساءل بعض الأمهات هل هذا يعني عدم زيادة التواصل وبناء الصداقة بين الآباء والأمهات والأبناء؟ وهذا ليس صحيحًا فالتواصل والصداقة لا يعنيان التدليل المفسد والحزم والتوجيه والتقويم والثواب والعقاب لا يعني انتفاء الصداقة والود والصراحة بين الآباء والأبناء.

بعد العام الأول وصولًا لعمر الثالثة أو الرابعة عمر المدرسة

أكثر المشكلات التي تواجه الأمهات شيوعًا في هذه السن السلوك الخاطئ والعناد ونوبات الهياج وخوف الانفصال وحينها يصبح من المهم ظهور الحزم بجانب الحب والدلال وإلا اضطرب سلوك الأطفال كثيرًا.

التواصل مع الطفل مهم وقتها وإظهار الحب والحنان والدلال والتشجيع والتواصل اللفظي والجسدي من أهم العوامل التي تدعم الطفل في هذه السن لتجاوز تلك المشكلات ولكن يجب أن يرى منك إصرارًا على تقويمه فلو أنك رضخت لخوف الانفصال أو لنوبات هياجه لتفاقمت وساء سلوكه.

والحقيقة أن العديد من الدراسات أثبتت أنه حتى السنة الأولى مهمة فلو عوّدت طفلك عند بكائه على حمله ومناغاته حتى لو كنت مشغولة أو متعبة وحتى لو كانت احتياجاته الأساسية قد لبيت فهذا بداية المشكلة.

يحتاج الطفل بالطبع إلى بعض أوقات للملاعبة من أجل الملاعبة ولكن يجب تعويده كذلك على بعض التحمل وعدم تلبية بكائه إن كان بدون سبب.


مساوئ الإفراط في التدليل

اكتساب الطفل عادات وطباع سيئة منها ضعف الإرادة وعدم القدرة على اتخاذ القرار وعدم القدرة على الاعتماد على نفسه.
عدم القدرة على مواجهة المصاعب اليومية في المدرسة أو مع أشقائه وأبويه.
عدم الصبر على ما يريد واستعجاله للأمور
الأنانية وحب السيطرة والعنف
الغيرة من اهتمام الآخرين بمن سواه وصولًا للحقد والكره والميل للانتقام
ولهذا كله فإن إزعاج طفلك بتقويمه والحزم في تربيته شيءٌ أساسي ومهم في وقت الجد ووقت المزاح تجنبًا لحدوث تلك الاضطرابات السلوكية وذلك بفرض القواعد. 

ومن السلوكيات المهم تعليمها للأطفال الاستجابة لطلبات الأبوين -يجب أن تكون الطلبات غير تعسفية بالطبع- وعدم ضرب إخوته الأصغر أو الأطفال الصغار والنوم في الموعد المحدد وجلوسه بشكل صحيح في السيارة وغير ذلك.

على الجانب الآخر يجب تعليمه اتخاذ القرار وعدم فرض السيطرة عليه فيمكنه بالطبع اختيار ما يشاهد وما يقرأ وما يأكل وما يرتدي من ملابس طبعًا داخل حيز اختيار الأبوين بالطبع.


عبري لطفلك عن حنانك في الأوقات التالية:


عند استيقاظه من النوم احتضنيه وقبليه واسأليه عن نومته واتفقي معه ماذا ستفعلان معًا أو ما يود تناوله عند الإفطار.
عند النوم أيضًا احتضنيه وقبليه واحكي له قصة وهو في أحضانك
عند وقوعه أو عند تعرضه لألم أو جرح أو مشكلة لا تعنفيه حتى لو كان مهملًا في الحفاظ على نفسه
عند تحميمه ويمكن ملاعبته
قبل خروجك صباحًا للعمل أو قبل خروجه هو للحضانة أو المدرسة
عند عودتك أو عودته
  ...

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى