سينما :A Quiet Place Part II.. رعب على طريقة هيتشكوك
11/06/2021


يرتكز المخرج جون كراسنسكي على النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول من فيلم A Quiet Place الذي عرض في عام 2018 ويعد من أفضل أفلام الرعب في الذاكرة الحديثة ويقدم لنا جرعة من رعب هيتشكوك بطريقة عصرية يكشف لنا أن العالم والخيال والدراما ما زال لديهم كم متراكم ومستدام من الفزع والخوف لكي يصيبونا به ويستخرجوا كل المشاعر المكبوتة من أعماقنا واللاشعور.




والحقيقة أن الجزء الثاني هو الأعلى صوتاً من الجزء الأول ولا يقل عنه رعباً رغم متعة مشاهدة الفيلم الأول وخاتمته المأساوية الجميلة التي أكدت على الثيمة الأساسية للقصة وهي المرونة والتفاني الأسري مع التركيز على الشعور بالذنب والمثابرة مع البقاء على قيد الحياة عبر الصمت الذي يحكي الكثير.

ومن المؤكد أن النجاح غير المتوقع للفيلم أغرى الشركة المنتجة بأفكار أخرى ولكن المخرج جون كراسنسكي استبدل إلى حد كبير الرعب الخفي للنسخة الأصلية بالحركة ليقدم لنا فيلماً أسرع وأكثر ضجيجاً وتوتراً مع التأكيد على أن الطفلين في الجزء الثاني نواه جوبي وميليسنت سيموندز هما النجمان الحقيقيان.

يجيد المخرج التمهيد للفيلم الأول والربط به عبر المؤثرات المرئية المرعبة والأصوات المقلقة والفوضى الحركية مع وجودنا في

اليوم الأول من الغزو الفضائي حيث يستمتع لي وإيفلين أبوت (كراسنسكي وإميلي بلانت) وأطفالهما الثلاثة باللعب في بلدة صغيرة.

وعندما تتسلل ريجان ابنة إيفلين لتتبع إشارة إذاعية تعتقد أنها تشير إلى ناجين آخرين يوافق على متابعتها وإعادتها إلى المنزل.

وينقسم الفيلم إلى خطين دراميين منفصلين ما بين أحداث الرعب والترقب والغموض ومشاهد الحياة المنزلية الرقيقة التي تسمح لنا بالتقاط أنفاسنا قبل أن نتذوق «طائعين» جرعة أخرى من الرعب.

نحن هنا أمام إيقاع متسارع لا يترك مجالاً أو وقتاً للشخصيات للحزن على خسائرهم أو ما أصابهم. وكأننا أمام قصة أطفال أجبروا على أن يكبروا بسرعة ويسبقوا أعمارهم ويشاهدوا ما يجعلهم ويجعلنا «لا نغمض عيوننا»!

ومع ذلك فإن تلك الكائنات الفضائية نفسها ما زال يتعذر علينا فهمهم ولماذا لا يريدون شيئاً أكثر من القضاء علينا.

ربما ترك السيناريو أشياء كثيرة من دون تفسير ليكشفها ويبررها لنا في جزء ثالث.

المهم أن دقات قلوبنا تتسارع ونحن نتابع ريجان المصممة على العثور على الموقع الذي يتم فيه تشغيل أغنية Beyond the Sea عبر الراديو بشكل متكرر مقتنعة بأنها مكالمة من ناجين آخرين وأنها الصوت الوحيد الذي يمكنه إيقاف المخلوقات في مساراتها متمسكة ببصيص من الأمل.

وتحقيقاً لهذه الغاية لا يقدم الجزء الثاني من A Quiet Place أي شيء جديد جوهري مركزاً على جرعة الفزع والإثارة على حساب الحبكة الدرامية بصورة جعلتنا أكثر رعباً من المخلوقات الفضائية.

ربما احتاج السيناريو لمزيد من الوقت لتطوير القصة والشخصيات بشكل أكبر لكي تزدهر عاطفياً رغم محاولات توسيع العالم.

يخبرنا الفيلم أن هناك بشراً يجب أن يخافوا بقدر ما تخاف مخلوقات مطاردة الصوت. وعندما يظهر هؤلاء الأشخاص الملتوون أخيراً - بقيادة شخصية سكوت ماكنيري ذات العيون الجامحة - يبدو الأمر وكأنه وسيلة لقتل الوقت أكثر من كونه إضافة ناجحة ومدروسة للقصة.

لماذا تحول هؤلاء الأشخاص بهذه الطريقة على عكس إيفلين وعائلتها وإيميت لا يبدو الفيلم مهتماً بالإجابة وكان من الممكن أن يلتقط ببراعة الفروق الدقيقة بين الشخصيات ويعمقها ويبررها.

والحقيقة أن للفيلم نصيبه من اللحظات المخيفة والتوتر لكنه يفتقر قليلاً إلى صدى عاطفي من المؤكد أن الكثيرين منا استمتعوا به ولكن بكل تأكيد فإننا بحاجة إلى جزء ثالث أكثر متعة وإثارة.

مدة الفيلم 97 دقيقة وهو من إخراج جون كراسنسكي وبطولة إميلي بلانت نواه جوبي سيليان مورفي وميليسنت سيموندز.


 

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى