القطيف والاحساء دخلتا الاسلام منذ أن دعوا..ولكن لماذا ؟؟
7/04/2017
فؤاد حمود

لماذا بادرت قبيلة عبدالقيس من أهل الأحساء والقطيف والبحرين لاعتناق الإسلام بمجرد أن دعاهم النبي (ص) لذلك بينما لم يسلم غالبية أهل مكة وغيرهم من باقي مناطق الجزيرة العربية ومن حولها إلا مكرهين ؟

إن قبيلة عبدالقيس تميزت بعدة ميزات عن بقية القبائل الأخرى .
الميزة الأولى : أنهم لم يكونوا وثنيين وعبدة أصنام مثل بقية القبائل العربية في الجزيرة العربية بل كانوا يدينون بالنصرانية رغم تواجدهم في تلك الفترة بمنطقة تحيطها مناطق كلها تسكنها قبائل وثنية في الجزيرة العربية .

الميزة الثانية : رغم عبادة الأوثان السائدة في الجزيرة العربية إلا أن قبيلة عبد قيس التي تتوزع على طول إمتداد هذا الإقليم والذي يسمى آنذاك بإقليم الأحساء ويشمل هذا الإقليم مدن كل من القطيف والبحرين و (الأحساء عاصمة هذا الإقليم) فقبيلة عبد قيس لم تكتفي فقط بنبذ الوثنية بل إنها إعتنقت مذهباً نصرانياً يوحد الله بخلاف بقية المذاهب المسيحية ويتعبدون بالمذهب النسطوري المسيحي نسبة للراهب ( مار نسطور ) الذي يؤمن بأن المسيح هو بشر و نبي مرسل كانبياء وليس إبن الله كما تعتقد بقية المذاهب،

لذا تم اضطهاد أتباع هذا المذهب إلى درجة أن المار نسطور تم نفيه فتوفى في صحراء ليبيا، بالإضافة لذلك أن أحد رهبان الكنيسة الكتدرائية الأحسائية المذكور في الكتب التاريخية ويدعى ( بحيرة الراهب ) الموحد لله وهو نصراني عربي من قبيلة عبدقيس وكان يعتقد بنبوة سيدنا محمد (ص) قبل البعثة الشريفة وقد عزم بحيرة الراهب الأمر على الهجرة من الأحساء إلى مكان في صحراء الشام بالقرب من شجرة كانت قوافل قريش القادمة من مكة المتجهة إلى الشام تمر عبر ذلك الطريق فقد تنبأ بحيرة الراهب في حينها بمجيء النبي المصطفى محمد (ص) من ذلك الطريق ناحية الشجرة وكان يراقب موعد قدوم النبي الذي كان ينتظر قدومه لتلك المنطقة ومن ناحية الشجرة بالتحديد وقد صدقت تنبؤاته عندما مرت إحدى القوافل التجارية القادمة من مكة للتجارة في الشام

وكان ذلك قبل موعد البعثة النبوية الشريفة وكان صلى الله عليه وآله وعمه الحارث بن عبدالمطلب من ضمن ركب القافلة وعند وصول تلك القافلة حظ بحيرة الراهب وجود فتى من القافلة عليه علامات النبوة وصار يراقب النبي في كل تحركاته وتصرفاته وأوصافه ومشيته إلى أن جلس صلى الله عليه وآله تحت ظل تلك الشجرة ليستريح فسأل الراهب عن أهل ذلك الفتى الجالس تحت الشجرة فجاءه الحارث عم النبي هارعا من شدة خوفه على إبن أخيه من الراهب ومن كثرة تساؤلاته وإهتمامه حول النبي وقد وجه الراهب أسئلة للحارث عن إسم النبي وعن حالته عند أهله وعشيرته وقومه فأجابه الحارث وأخبر الراهب بكل مايريد أن يعرفه عن النبي بعد ذلك

قال بحيرة الراهب للحارث عم النبي بأن الكتب السماوية أخبرته بأنه يجلس تحت هذه الشجرة سوى النبي الموعود وعن ماسيكون لهذا الفتى من شأن عظيم وأبلغه بأن يخشى عليه من اليهود و بأن هذه أوصاف النبي المنتظر وسيكون خروج النبي الخاتم لآخر الزمان من عرب الجزيرة العربية فقبيلة عبدالقيس آمنت بهذا المذهب .

و لا زالت عدة مناطق في البحرين تحوي آثاراً مسيحية ومنها مثلا قرية الدير التي كانت تحوي ديرا ومسجد الراهب الذي لا زال فيها وكان كنيسة قبل الاسلام ثم تحول الى مسجد وهناك مساجد عديدة كانت كنائس قبل الإسلام، ومنها أيضا قرية قلالي وكلمة (قلية) تعني صومعة النصراني وجمعها قلالي أي صوامع، وقرية المقشع او المقشاع وتعني قبر المسيحي.

وهنا يبرز سؤال لماذا أهل البحرين فقط (أوال والقطيف والأحساء) لا زالوا يحيون ذكرى السيدة مريم العذراء (ع) من بين كل شيعة العالم؟ لأنهم كانوا يحيون ذكراها قبل الاسلام واستمروا في إحيائها بعد حتى يومنا هذا وكذلك ذكرى النبي يحي (ع) ولم يجدوا تناقضا بين الإسلام والتعاليم المسيحية قبله لذا كانوا يتعبدون على مذهب نسطور البعيد عن التحريف ففي القرن الخامس كانت الأحساء والبحرين والقطيف مركزًا رئيسيًا للمسيحية النسطورية وكنيسة المشرق، وكانت سماهيج مقر رئيس الأساقفة.

وبقيت مركزًا للمسيحية النسطورية إلى أن بلغ قبيلة عبد قيس خبر بعثة النبي (ص) فذهب وفد منهم إلى المدينة لمبايعة النبي والدخول في الإسلام عام ست مئة وتسعة وعشرين ميلادية، وعلى الرغم من تعرض النساطرة للإضطهاد من قبل الإمبراطورية البيزنطية، كانت الأحساء والقطيف والبحرين خارج سيطرة الإمبراطورية فلم يتعرضوا للاضطهاد المباشر. وكانوا يؤمنون بأن هناك نبي منتظر سيظهر وإسمه أحمد( ص )

و فور ظهوره المبارك أذعنوا بنبوته واعتنقوا دينه بمجرد أن دعاهم له .. فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يصف عشائر بني عبدقيس بأنهم خير أهل المشرق .

ربنا لك الحمد و المنَّة علينا أن اصطفيتنا في الأمم الغابرة لوحدانيتك و تنزيهك و الإعتقاد بعيسى ( ع ) بشراً نبياً و اجتبيتنا في هذه الأمة من بين عبادك لولاية أشرف خلقك صلى الله عليه وآله وعليهم




 
التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى