مسابقة في القفز الطويل.. الكاتبة ليلى الزاهر
13/04/2017
ليلى الزاهر

في منزل كبير تشهده أجمل الديكورات المبتكرة وبلمسات فنية ساحرة يسكن بين أروقته قلب يتوجع ويعتفره الألم .
وخلف تلك الأموال المتراصة في المصارف البنكية هناك جروح تنزف تفترش الرياش الناعم ولكن أصحابها يضجون ألمًا.
وتظل بارقة الأمل بانتظار الآلام التي تترقب الشفاء وتظل الابتسامة مهوى أفئدة الكثير من الناس الذين يواجهون مصاعب الحياة ، لباسهم فيها الصبر ، يجدّون في سيرهم نحو الصراط الصلب يمدّون أعناقهم فخرا لمصابهم . 

فإذا صادفت هؤلاء فقف دون أن تجرحهم ولا تسبب لقلوبهم أوجاعا فوق أوجاعهم.
إننا نعيش في زمن يتجردالبعض فيه من الإحساس بدمعة يتيم أو استكانة أرملة أو أنين فقير محتاج. وكم من المشاهد الإنسانية رصدتها صور القسوة وفجرتها براكين ثارت تخفي معالم الرحمة، وربما وصلنا إلى زمن مشابه لزمن قابيل وهابيل إذ لا يكاد يمرُّ أسبوع حتى نسمع عبر مواقع التواصل عن جريمة قتل أبطالها أقارب تجمعهم دماء واحدة .

فإذا رأيت شخصا يتألم ماعليك إلا أن تبني جسورا من الكلمات الحانية تمدها نحوه و تسعده بها عندئذ قد يعود لحياته السعيدة أو لبعض منها .
إن خلف تلك الزوجة المصابة بمرض عضال زوجها الذي يسعى جاهدا ليمتص أوجاعها فما لبثت إلا أن عادت بسمتها للحياة وشُفيت من مرضها. وكثير من الأمهات يتعذبن وهن يبتسمن في وجوه أبنائهن المرضى بل تحذو بهن المواقف إلى إذابة الدواء في الشراب وزجّه في الطعام ليعود ابنها صحيحا معافى.
وأنعم بها من معلمة تتحمل صنوف التعب وهي تحمل جدول زميلتها عندما غابت عن مدرستها. وكثيرة هي النماذج الذي بات أصحابها يقفزون بقوة للوصول إلى أعلى مراتب الخير وكأنهم يريدون تسجيل الفوز الساحق في مسابقة للقفز الطويل.
هنيئا لهم هذا التوفيق الإلهي، وألف سلام على تلك العيون التي غفت على وسائد الخير ، وادّخرت لها ماينفعها في الغد .

التعليقات 2
إضافة تعليق
مواضيع اخرى