واهجرهم هجرا جميلا
15/04/2017
السيد فاضل علوي ال درويش

نقابل من الشخصيات المتنوعة في تعاملاتنا و التي تتباين في تصرفاتها ، فهناك من يملك رقيا أخلاقيا لا يسمح معه لنفسه أن يوجه كلمة جارحة فضلا عن تصرف مؤذي للآخرين ، و هذا لا يعني أن كل الناس على هذا المستوى المتألق من التعامل ، ففي الضفة الأخرى هناك من يستطعم الإساءة للغير و يتشوق لها ، فلا تهدأ نفسه المريضة و قلبه القاسي إلا بعد أن يقذف إحدى حممه و كراته النارية تجاه الآخر ، و ينتظر منا ردة فعل تثبت له خيالاته المبنية على الظنون السيئة ، فيترقب منا ردا طائشا و متهورا و سيلا من الشتائم له !!!

الدين الحنيف و العقل الرشيد يدعو للحفاظ على السلامة النفسية و القلبية من أن تطالها شوائب القبح اللفظي أو السلوكي ، فلست ملزما بالرد على مهاتراتهم و مستواهم الفكري و التعاملي الهزيل ، بل هي فرصة لتعبر عن مكنون تربيتك ، و ما تتحلى به من قيم تمنعك من الانزلاق إلى مهاوي القبائح و المعايب ، و اسلك طريق الهجران للمساويء تاركا الأثر الجميل و الممدوح بتعاليك عن الإساءة حتى لمن أساء إليك ، فلست ملزما بالانحطاط لمستواهم المتدني و المبني على قلة الأدب و سوء التنشئة ، فبصمتك الرائعة بتجاوز الإساءة تكون بمغادرة تلك المحطة دون أن تسجل أي موقف تندم عليه و يعاب عليك فعله من قبل الآخرين .



 
التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى