وجود خطة واضحة أو روتين يومي من شأنه أن يساعد كثيرا في تربية الطفل إذا ما كنت تتقاسمين رعايته مع آخرين ليست الأم أو الأب هما فقط المعنيان بالالتزام بالقواعد و الروتين اليومي للطفل كذلك الجد و الجدة جليسة الطفل أو مربيته قبل أن تتركي الطفل في رعاية شخص آخر تأكدي من توضيح الأشياء التي تتوقعينها منهم و ماهي السلوكيات التي تتقبلينها أو ترفضينها حتى لا يتشوش الأطفال من أسلوب المعاملة المختلف فالجدة قد تفوقك في شدتها و تكون مرتبطة أكثر بالالتزام الأخلاقي أو العكس قد تكون لينة مع أطفالك و تفرط في تدليلهم بشكل ربما لم تفعله معك أنت حينما كنت في مثل عمرهم

في الوقت نفسه اسمحي للشخص المعني برعاية طفلك بتطوير صلته و علاقته الخاصة به طالما لم يخل أو يضعف ذلك البناء الذي حددته للتعامل مع الطفل

أن تتركي طفلك في عهدة شخص ما لفترة من الوقت أمر وأن تتركيه مثلا كونك عائدة للعمل أمرآخر يحتاج لترتيب دائم يتضمن فهم و تطبيق القواعد و الروتين الذي وضعته لطفلك

الآباء عموما و الأمهات بوجه خاص يختبرون شعورا مبالغا بالأحساس بالذنب حينما يعهدن برعاية أطفالهن إلى آخرين و يتجلى هذا الأحساس بوضوح حينما تتساهل الأم في تطبيق بعض القواعد بعد عودتها من العمل إلا أن تدليلك لطفلك لا يفيده بشيء فبدلا من أن تلقي بكتاب القواعد من النافذه فور عودتك من العمل احرصي على قضاء نوعية وقت مميزة بصحبة الطفل فمن شأن ذلك أن يشعره بسعادة أكبر هذا بالإضافة إلى أنه ليس من العدل بالنسبة لمن يرعى الطفل أن يتهاون والده أو والدته في تطبيق القواعد فيتعين عليه بعد ذلك أن يرمم الوضع .


التعامل مع اختلال الوقت الروتين المؤقت

مهما كنت منظمة و سلسة في روتينك اليومي لا بد وأن تفاجئي ببعض الامور غير المتوقعة و هي في الغالب أمور لا يمكن تجنبها كالمرض أو فترة التسنين و في المقابل هناك بعض العراقيل الأخرى التي يمكن تجنبها أو التخفيف من صدمتها في كل الأحوال لا يعتبر الروتين حجرا جامدا غير قابل للتحريك فلا بأس إذا ماغيرت في روتين طفلك يوم الأجازة الأسبوعية مثلا و سمحت له بالسهر لوقت أطول من المعتاد

تجنبي قدر المستطاع الأمور التي قد تخل بروتين الطفل اليومي على سبيل المثال تجنبي دعوة الضيوف إلى المنزل في أوقات تناول الطفل وجبات الطعام أو في ميعاد نومه فالأطفال الصغار يجدون صعوبة في الانفصال عن والديهم و البعض الآخر يخجل من الغرباء فإذا ما استجد أمر على غير رغبتك حاولي أن تفسحي مجالا لشرح ذلك لطفلك

غالبا ما يتم إلغاء الروتين في العطلات السنوية والعطلات التي تمتد لأسبوعين وهي ليست بمعضلة كبيرة بالنسبة إليك كراشدة لكن بالنسبة للطفل فإنها قد تعني عمرا فإذا ما هجرت الروتين بشكل كلي في العطلات سيتعين عليك البدء من جديد حينما تعودين إلى المنزل

فالإجازة لا تغير عادات و نمط نوم طفلك فقط بل قد تخلق مشكلة جديدة في النوم لم تكن موجود من قبل و لن يكون الحل في مثل هذه الحالة الالتزام بالجلوس في المنزل لكن ربما يجدر بك أن تخططي مسبقا للإبقاء على أساسيات الروتين قدر المستطاع بدلا من تجاهلها أو الاستغناء عنها كليا .


بعيدا عن المنزل :

لا حظي إذا ما اخترت مكانا بعيدا لقضاء الإجازة فإنه سيتعين عليك التعامل مع الفوضى و القلق اللذين سينجمان عن اختلاف التوقيت فاختلاف التوقيت بين البلدان مزعج بالنسبة للطفل بقدر ما هو مزعج بالنسبة إليك كراشدة لذا فإن الأمر لا بد وأن يستغرق عدة أيام للتعود على الروتين الجديد

حافظي قدر المستطاع على الأساسيات في روتين طفلك موعد الاستيقاظ من النوم مواعيد الطعام وقت النوم لأن التغير في الأنشطة و المواقع يعد تغيرا كافيا بالنسبة إلى الطفل

إذا كان المكان الذي تقضون فيه الأجازة حارا فتوقعي أن يكون أكل الطفل قليلا فلا تضخمي الأمر حينها و لا تنسي أن تعرضي عليه الكثير من الماء

خذي معك الألعاب و الأشياء التي قد تذكر طفلك بسريره وإذا كان هناك طعام معين يحبه طفلك أكثر من غيره فلا ضرر من أن تأخذي منه كمية كافيه معك ولا تنسي أخذ بعض الأدوية الأساسية التي قد يحتاج إليها طفلك على سبيل الاحتياط

  ...