تتباين شخصيات الأطفال عن بعضها البعض فهناك الأطفال المفعمون بالحياة الذين ينامون ساعات قليلة ويكونون متيقظين دائما لما يحدث حولهم وهناك الأطفال الذين تتسم شخصياتهم بالهدوء بشكل أكبر و بالسلاسة في التعامل وهناك ذوو الإرادة القوية و العناد الشديد أنت لا تستطيعين أن تتنبئي أيا من هؤلاء الأطفال قد تنجبين لكنك حتما تستطعين تبني طرق للتعامل مع الضيف الجديد الذي دخل حياتك 

البعض قد لا يحتاج إلى حزم كبير كما البعض الآخر لكن في جميع الأحوال تذكري أن معنى الانضباط ليس محو شخصية طفلك أو كسر نفسه أو محاولة تحويله من شخصية إلى أخرى الهدف الأساسي من عملية الانضباط هو السماح للأطفال بالتعبير عن أنفسهم ضمن حدود السلوك الاجتماعي المقبول

فرصتك في النجاح تكون أكبر حينما تؤمنين بأسلوب التأديب و الضبط الذي انتهجته في تربيتك لطفلك لكن إذا كنت واحدة من الأمهات اللاتي يجدن صعوبة في تولي زمام الأمور ستجدين في المواضيع القادمة أساليب مختلفة قد تكون عملية بالنسبة إليك بشكل أكبر و إياك و الاستسلام إذا ماشعرت بأن الأسلوب الذي انتهجته غريب و غير مجد في بداية الأمر لأن الاستمرارية و الممارسة ستؤديان بك حتما إلى ما تطمحين

الحب و الاحترام

هناك أمر هام عليك إدراكه تماما حول عملية التأديب إنها لا تقلل من محبة طفلك لك فمن يعتقد أن التأديب مرادف للعقاب الصارم فقد أساء الفهم تماما التأديب معناه تعليم طفلك كيفية التصرف من خلال وضع حدود له و ضوابط إنه يعني التقدير و المكافأة و التشجيع بقدر ما يعني الحزم و السيطرة العادلة

حتى في أكثر العائلات فوضوية كان الحب دائما يحوطها من كل جانب إلا أنها تفتقد إلى حد كبير ركيزة الاحترام فإذا لم يحترم الطفل والديه أو إخوته الأكبر منه سنا فإنه لا شك سيحمل هذا السلوك خارج حدود المنزل حين يلتقي بأطفال آخرين أو يبدأ بالذهاب إلى دار الحضانة مما سيسفر بالتأكيد عن نتائج غير مشرفة أما في العلاقة السوية بين الوالدين و الطفل فالحب و الاحترام يتساويان على الكفة نفسها