{اثنا عشر يوماً} حِكايةُ ابتِسامَةٍ و عَطاء
8/06/2017

قلم الإعلامي " محمد البدر " .

قد لا يعني الرقم ( 424 ) لأحد من الأمر شيئاً، ولا يرتبط مع اي احد برباط ، لكنه يعني لي الكثير .. الكثير من الخوف .. الكثير من الرحمة .. الكثير من العطاء .. والكثير من الصداقه ..

كل ذلك أوجده هذا الرقم في نفسي بعد أن اصبح عنواناً لإقامة والدي لمدة اثنا عشرة يوماً في قسم الجراحة رجال ( ج ) بالبرج الطبي ، بعد تعرضه لحادثة سقوط تسببت له بكسر أجبره على البقاء في المستشفى تلك الأيام .

لازمت المستشفى مع والدي وشهدنا الأيام الأواخر من شعبان كما شهدنا الأيام الأولى من رمضان ونحن على الفراش الأبيض ، نتزود بالدعاء و نتسلح بذكر الله في كل وقت ، ويساندنا سؤال أحبةٍ لم يغفلوا سؤالهم ولم يبخلوا علينا بزيارتهم ، بل أن كرمهم ظللنا كسماءٍ معطاءة حيث أنهم تسابقوا للتبرع بدمهم من أجل أبي حفظه الله .

ولم يكشف لي ماحدث معدن أصدقائي فقط ، بل كان بمثابة مغناطيس جذب لأناسٍ كشفت لي التجربة بأن البعض يعمل و هو يراقب نفسه قبل أن يراقبه الآخرون ، يقدم كل ماعنده من عطاء دون أن تسكن الـ ( أف ) قلبه و لاشفتيه، كان ذلك و أكثر متجسداً في ملائكة الرحمة وبقية الكادر الطبي بأكمله .

كانوا كفراشاتٍ ترفرف بأجنحتها حول المرضى تحاول التخفيف عنهم ، تسهر على راحتهم ، تسقيهم الرعاية والمحبة قبل الأدوية .

لقد حظينا بمعاملةٍ محفوفةٍ بالإحترام قبل الخدمة ، كانت إبتسامة غالبية طاقم المستشفى تنبؤك بأن الدنيا مازالت بخير ، كانت عنوانهم الذي لا يخطئ وجوههم ، فحتى إذا ما استدعيتهم في أوقات راحة أو ساعاتٍ متأخرة لابد أن ترى تلك الابتسامة قبل أن يسألونك عن حاجتك ، حتى يخيل لي و كأنهم لا يعرفون قلب الهلال في وجوههم أبداً فلا مجال للعبوس أو التكشير على اي حال .

والطاقم ليس وحده حكاية الإهتمام فهناك المكان الذي إتخذ النظافة عنوان له ، والعلاج المتوفر دون نقص، والوجبات المتنوعة ، إضافة لذلك السؤال بين ساعة و اخرى عن حال والدي وإحتياجاتنا .

جميع ما هناك يحكي حكاية الإهتمام الحقيقة ، فالعمل سمته النظام ، و المكاتب وغرف المرضى و اقسام الإستعلامات جميعها ترتقي لخدمات المرضى .

كل ذلك كان يمثل حرص الدولة في تقديم خدمات راقية للمواطنين من أجل راحتهم وحرصاً على صحتهم ، وكأنهم سماء حماية لأرضنا و ظل يقينا شمس التعب .

بعد كل هذا ألا يستحق كل من صادفته بعد أن سكنت تلك الغرفة كلمات شكر ؟

حتماً إنهم يستحقون أن أرتل آيات شكري لهم حتى وإن كانت قاصرة أمام ماقدموا لنا إلا أنه واجب رد الجمال لا بد أن يكون بالجمال أيضاً .

للأطباء : حسين العامر و حسين اليوسف ، والممرضين والممرضات : عبدالله ، حسين ، موسى ، عقيلة ، زينب ، نرجس ، حوراء ، إيمان ، ماريا ، كوثر ، نجيبة ، سكينة ، هبه ، زكية ، عفاف ، إنتظار .
واسماء اخرى لا تحضرني من الطاقم الطبي والاداري بحجم إبتسامتكم و عطاءكم أقدم شكري الجزيل لكم ..

التعليقات 0
إضافة تعليق
مواضيع اخرى